جنيف2 «حقائق وانطباعات وأماني» فاتح جاموس «أخيرا في جنيف»

جنيف2 «حقائق وانطباعات وأماني» فاتح جاموس «أخيرا في جنيف»

أولا: من داخل مدينة جنيف،في الحقائق:  أخيرا تمكن شخص آخر من الوفد الذي يرغب،والذي أرسل أسماءه إلى الجهات المعنية (ائتلافُ قوى التغيير السلمي المعارض) من الوصول إلى مدينة جنيف السويسرية للمشاركة في عمليات التشاور النهائية بخصوص جنيف2،


 أي تمكن فاتح جاموس(تمكنتُ)من الوصول والمساهمة الفعلية بهذه العملية مع الطرف الراعي دولة روسيا الاتحادية بإشراف السيد بوغدانوف والوفد المرافق له،إذ كانت قد جرت محاولة جادة على عدة أيام من قبل الوفد الروسي قبل حوالي ثلاثة أسابيع من أجل ذلك وفشل الموضوع "بهمة" الطرف الأمريكي الراعي،"وهمة" وموقف حلفائه في بقية أطراف المعارضة السورية الأخرى بالتشويش والعمل على منع التوافق على هذا التفصيل وغيره،وبعد حوالي ثلاثة أيام في بيروت بانتظار إثمار الجهد الروسي ،فشلت كل الجهود لأعود إلى سوريا،لكن هذه المرة نجح الأمر،وتحقق لوجستيا بأخذ الفيزا يوم الأحد ليلا بعد السابعة،مع أنه يوم عطلة في السفارة السويسرية،إنها الجهود والعلاقات الدبلوماسية التوافقية،والدور الروسي الكبير والفعّال كدولة راعية.

- كما رغبت الدبلوماسية الروسية وحاولت مع السيد عادل نعيسة كي يحضر فعالية التشاور هذه بصفته أيضا جزء من الوفد المفترض لإئتلاف قوى التغيير السلمي المعارض،اعتذر الصديق عادل بسبب وضعه الصحي الصعب،الذي لا يسمح له بتحمل متاعب السفر.

- ما هي أهمية حقيقة حضور أي طرف أو شخص إلى فعاليات التشاور؟

إنها في تثبيت أعلى لإمكانية حضور هذا الطرف السياسي أو الشخص إلى عملية جنيف2 الفعلية في النهاية،وبالحد الأدنى المساهمة الفعلية بحل الإشكالات المطروحة،وكل هذا هام جدا في إطلاق العملية السياسية والخروج الآمن أو بأقل التكاليف من الأزمة السورية،ومن ثم التوافق على إجراء التغيير الديموقراطي الشامل.

- الفعالية هي التشاور حول القضايا والعناوين والمشاكل المتعلقة بجنيف2 ،بشكل خاص ما يتعلق منها بتمثيل المعارضة السورية على طاولة الحوار،إذ على الرغم من الاتفاق على موعد المؤتمر بتحديده وإعلانه،لا تزال قضية وجود وتمثيل المعارضة هي المشكلة الرئيسية التي لم تحل بعد.

- لقد أظهرت الحوارات السابقة،وبعض عمليات التشاور الأخيرة خلافات كبيرة بين الدولتين الراعيتين على قضية تمثيل المعارضة،وكذلك بين أطراف المعارضة نفسها،أظهرت إصرار الإدارة الأمريكية وحلفائها على فرض بعض الخطوط الحمراء في هذا الموضوع أساسها اعتماد قرارات الكثير من دول العالم وخاصة دول الجامعة العربية بأن ائتلاف الدوحة هو ممثل المعارضة في أي عملية حوارية أو تفاوضية،وكذلك فرض وجود وفد واحد موّحد للمعارضة بقيادة ورئاسة ائتلاف الدوحة،أو تحت جناحه بصورة أو بأخرى،بينما كان الطرف الروسي يتقدم باطراد تجاه قناعته بحقيقة وجود أزمة وطنية سورية،وقناعته بتأمين ضرورات ومتطلبات هذه الأزمة،بشكل خاص ضرورة تمثيل واقع الانقسام الوطني في الأزمة كما هو على طاولة جنيف،كان الطرف الروسي يشرح ويحاور بحقيقة وجود معارضة منقسمة بشدة،يحاول هضم الموقف الآخر بهدوء،مستخدما خطابا سياسيا ودبلوماسيا استيعابيا،أساسه الاستماع للجميع،وإظهار حقيقة الانقسام الوطني بهدوء.

- كان وفد ائتلاف قوى التغيير السلمي المعارض مكونا بالتالي من فاتح جاموس والسيد قدري جميل،وكان اللقاء تحديدا مع الطرف الروسي الراعي ،مع وفد برئاسة السيد بوغدانوف،وتركز الأمر على قضية تمثيل المعارضة،والتناقضات القائمة في هذا الميدان والإصرار الأمريكي وتشدده في موقفه،وحقيقة الموقف الروسي إلى حينه،والخيارات التي يمكن التداول بها لحل القضية من منظور الحقائق السياسية وما وصلت إليه في الحدث السوري،وكذلك من منظور تقني وأهمية هذا الأخير في الخروج من إشكالات هذه الأزمة،وتسهيل آليات الحوار،والخيارات الممكنة في حالات الاستعصاء،بإصرار أحد أو كلا الطرفين الراعيين على موقفه،وما هي الخيارات في حال إصرار الطرف الأمريكي وحلفائه على خطوطهم الحمراء،بينما يعمل الطرف الروسي على تحقيق فرصة جنيف2، وعدم تفويتها،إذ سيكون الأمر جريمة إضافية مع حالة الموت اليومي بالمئات،والدمار والتشرد وغياب الأمان،وبقية الآثار الكارثية المترتبة يوميا على استمرار الصراع العنيف وغياب العملية السياسية.

- وبعد استعراض الوفد الروسي لآخر المواقف والحقائق بخصوص قضية تمثيل المعارضة كما اختبرها وعرفها الطرف الراعي ،وكما شرحها ونقلها لوفدنا،طرح الأسئلة المعنية بكيفية تجاوز هذه الإشكالية،وجرت عملية استماع جادة وطويلة على وجهة نظرنا في كل ذلك،ثم جرت عملية تبادل وجهات النظر والحوار على عدة اقتراحات عملية تقدم بها وفدنا لتجاوز هذه العقبة

الإشكالية الكبيرة: ركزنا على أهمية الوقائع وما وصلت إليه في تطورات المسألة السورية،وأن الأمر أمر أزمة وطنية مستعصية،فرضت نفسها على الجميع،وأن ما يسمى بصف"الثورة" هو أكثر صفوف الإنقسام الوطني السوري الثلاثي تناقضا وانقساما على ذاته،بل وصراعا حتى بالوسائل العنيفة،وأن الطرف المهيمن والحاسم في صف "الثورة"هي الاتجاهات الإرهابية والتكفيرية الإسلامية غير المعنية إطلاقا بالعملية السياسية،وفي المقابل تسعى الولايات المتحدة المدركة لتلك الحقيقة إلى الاستعجال باستغلال الحقائق القائمة واستثمارها سياسيا في جنيف2 ومع ذلك تحاول فرض خطوطها الحمراء،والإدارة فرضت على قسم من ائتلاف الدوحة القبول بجنيف2،كما سبق وفرضت على الإئتلاف تنسيب أكثر من عشرين شخصا هم في الخط الأمريكي- السعودي،وروجت مع السيد جربا فكرة العمل على تشكيل جيش خاص بالمعارضة المسلحة"المعتدلة" للقيام باستكمال وجود طرف سياسي وعسكري جاهز في اليد الأمريكية لفرض وقائع سياسية محددة،هذا وضع يشير إلى أن الطرف الأمريكي بعينه قد أجرى انزياحا في موقفه،فكيف نرضى بفكرة هجومية قمعية بامتياز هي فكرة فرض ائتلاف الدوحة كممثل وحيد،تشبه فكرة وجود نظام ديكتاتوري وقمعي على مدى عقود،بينما الواقع هو واقع انقسام ثلاثي في الأزمة،وليس بالمطلق واقع انقسام ثوري(الشعب في جهة والديكتاتورية في جهة) الشعب والنخب في وضعية انقسام بين صف النظام والمؤامرة وضرورة إسقاطها،صف ما يسمى بقوى"الثورة" وضرورة إسقاط النظام بالعنف،وصف قوى التغيير السلمي الاجتماعي والسياسي القائم على أساس وجود أزمة وطنية مستعصية على العنف والتوازنات والاستقطابات الداخلية والخارجية. وبذلك مع العديد من الظروف التي طرحناها تصبح هناك ضرورة للوقوف المبدئي والأخلاقي والسياسي ضد المحاولات الأمريكية وصفهم بفرض خطوطهم الحمراء،وحان الوقت لطرح تكتيكات متوافقة مع وقائع الانقسام الوطني على طاولة جنيف2،وإن أي تمثيل ثنائي قطبي بين الإئتلاف والنظام قد يودي بجنيف2 بعد ثواني ،خاصة بغياب الطرف الموضوعي والذاتي في التمثيل لمنظومة التغيير السلمي الوحيدة الكفيلة داخليا بأن تكون صمام أمان في فتح العملية السياسية،وفي منع إغلاقها،وفي منع إعادة إنتاج الأزمة،فالقوى العنيفة هي الوحيدة التي تستطيع وتريد إعادة إنتاجها بسبب منطقها العنيف،ومنطقها القصوي في الاشتراط والوصول إلى أهدافها المتطرفة.

وطرحنا عدة أشكال،سياسية وتقنية يمكن أن تساعد على حل مسألة تمثيل المعارضة،يمكن العمل عليها أو على بعضها قبل موعد المؤتمر،طرحنا مثلا إمكانية توجيه دعوة إلى مجموعة نخب سورية من طيف المعارضة والنظام والفعاليات الاجتماعية والشعبية بمثابة مجلس حكماء لإطلاق حوار غير ملزم بحضور ومراقبة الدول الراعية والأمم المتحدة،ومنقول للشعب السوري بانقساماته وفئاته المختلفة،وعلى ضوئه يمكن تكوين تصورات أكثر واقعية ودقة في تمثيل المعارضة،كما طرحنا فكرة بروفة أولية مشتركة بين طيف المعارضة والنظام من خلال تمثيل فعلي مختصر وإجراء حوار تفاعلي غير ملزم أيضا سيساعد كثيرا في وضع الصيغ التقنية للتوافق،واختبار حقيقة وجود أو عدم وجود صعوبات في الحوار والتوافق لوفود غير ثنائية بل تمثل حقا الاتجاهات الثلاثية العريضة في الانقسام الوطني،كما طرحنا أخيرا إمكانية تجريب حوار (ماراتوني) مفتوح لعدة أيام بين مجموع إطارات المعارضة،كل منها بوجهة نظره الأساسية وورقة عمله التنفيذية،واختبار حقيقة ومستوى الانقسام،واختبار إمكانية الوصول إلى تنسيق الحد الأدنى الممكن في المحتوى والشكل لوفد المعارضة أو وفودها،مع اعتقادنا بشبه استحالة الوصول إلى تنسيق الحد الأدنى.

كانت عملية التشاور ملموسة جدا،وتقوم على مقاربة في التحليل تستند على الوقائع الأساسية بحركة واتجاهات تطورها،ونحن على ثقة كبيرة أنها ستكون إيجابية بتأثيرها وفعالة في تقريب وجهات النظر،وعدم إضاعة فرصة عقد المؤتمر في موعده المحدد. - أما في صالونات الفنادق السويسرية،وبعض مطاعمها،فقد حصلت بعض اللقاءات العفوية،وكان وفدنا على درجة عالية من التجرؤ الأدبي والأخلاقي والحضاري والذهني،بتشجيع تلك اللقاءات،وجعلها غير عفوية،بل تشجيع الدعوة إليها،وتحقق هذا جزئيا،وسعينا بصدق ووضوح لجمع الأشخاص والوفود السورية المعارضة الموجودة هناك لإجراء حوار علني مفتوح غير رسمي وغير ملزم،نعطي فيه لكل وفد وقتا للحديث وعرض وجهة نظره وتصوراته،حاولنا بشدة لتحقيق ذلك ولو بنصف ساعة أمام وسائل الإعلام،وكان واضحا أن الأطر الأخرى بشكل خاص ائتلاف الدوحة،لها حسابات مختلفة ودوافع ومواقف مختلفة،بينما كنا في أقصى درجات الانفتاح لإطلاق اجتماع يبتغي بث الأمل في نفوس السوريين والشعب السوري. ثانيا: انطباعات من جنيف

- كان الانطباع الأكثر أهمية بالنسبة لي هو الشعور العميق والقناعة العقلية العميقة،أن هناك فرصة حقيقية معطاة لنخب المعارضة السورية بمجموع أطرها واتجاهاتها كي تقدم فعليا على العملية السياسية وإطلاقها ورعايتها،هناك فرصة لاستخدام العقل والوجدان والمساهمة الفعلية في وقف القتال والموت والدمار،هناك فرصة تقدمها الدولتان الراعيتان،خاصة الطرف الروسي من أجل المرونة والوصول إلى منتصف الطريق أو ربعه وخلق أجواء للأمل والتواثق وبدء الخروج الآمن من الأزمة أو بأقل التكاليف،ومن ثم إجراء توافقات على عقد اجتماعي وسياسي جديد،وتوافقات على المرحلة الانتقاليية بمحتواها الديموقراطي الفعلي،وكذلك الأدوات التي ستقودها،وعندما أعتقد أن الطرف الروسي الراعي على درجة عالية من الإلتزام بخطابه السياسي والأخلاقي والدبلوماسي وفهمه لقضية الأزمة والحلول،فإنني أيضا مقتنع بأن الطرف الأمريكي الراعي غدا مقتنعا بضرورة إطلاق العملية حتى ولو تعلق الأمر بضرورة الاستعجال والاستفادة من الشروط القائمة لتثميرها في صالح النفوذ الأمريكي،أي في الإطار البراغماتي الكامل،لكن هناك أيضا انزياح في الموقف الأمريكي ،تشكل ويتشكل أساسا وبسرعة بسبب الدور الكاسح للقوى الإسلامية المتطرفة،وكذلك بحكم ضعف نفوذ القوى والفعاليات التي تتمون عليها أمريكا،والتي تستطيع إيجاد موقع لها الآن على الطاولة،بينما قد لا تستطيع ذلك لاحقا،كما أن الإدارة الأمريكية محتاجة لذلك بسبب ضرورة الخروج من فوضى التناقضات الإقليمية،والتناقضات مع الطرف الأمريكي نفسه من قبل بعض الدول الإقليمية على أرضية موقف ثأري وتصفية حسابات متخلف،وغير ناضج وغير مستعد بصورة ناضجة للتعاطي مع تفاعلاته المحتملة.

- لكن لدي انطباع مغاير فيما يتعلق بمستوى استعداد نخب المعارضة،انطباع وتخوف فعلي أنها غير مهيأة لإلتقاط هذه الفرصة والعمل عليها لإنقاذ سوريا،لا تزال تعمل بإصرار على قناعات خاطئة لم تجري عليها أي مراجعة جادة،لا تزال تعمل بروح الثأرية والحقد،روح القمع والعزل وإزاحة الآخر،روح التلطي والموقف المسبق والاتهام للآخر،روح التطرف بأشكاله المختلفة،روح التحضير الكامل لكل شيء من قبل الأطراف الخارجية الداعمة لها،وفرض الحلول،وتسليمها النتائج.

- بالتأكيد هناك فروق شاسعة في الأوضاع المالية وبالتالي اللوجستية لأطر المعارضة المختلفة والأشخاص المكونين لها،وبشكل خاص الفروق الشاسعة في التحالفات والقوى الدولية والإقليمية الداعمة وتأثيرها،وذلك يجعل عمل بعضها احترافيا،ويضعه دائما في الواجهة،ويفرضه على الرغم من غياب نفوذه على الأرض،إنها مسألة الإرتهان للعامل الخارجي وتأثيره على كامل العملية،وبالمقابل يظهر هذا الأمر والفروقات الهائلة فيه عمل بعضها الآخر كأنه عمل هواة،كأنه غير فاعل،كأنه يحتاج دائما ليثبت قوته وحضوره عبر وسائط القوة نفسها(قعقعة السلاح،المؤسسات مثل حكومة الخارج ،والمال والحضور السريع في المكان المطلوب)بينما تأتي قوته من صحة ودقة مقاربته للوقائع في التحليل وفكرة وجود أزمة وطنية،إلى درجة عدم الخجل عند بعض النخب لتقدم نفسها في كل مرة على صواب،لاحظوا مثلا كيف تراجعت غالبية أطر المعارضة عن الاشتراطات المسبقة في الحوار وإلى جنيف،ومع ذلك لم تجري أي مراجعة على موقفها القديم أو حتى على موقفها قبل أسابيع.صحيح أن تلك الفروقات في أوضاع أطر المعارضة تعطي بالمقابل طابعا كفاحيا عاليا هاما ومؤثرا،وتعطي طابعا أخلاقيا عاليا،لكن المال والتبني الخارجي والبروظة وغيرها من وسائط الفعل والتأثير هي عدة للنصب، قادرة أيضا على الخلط والتشويش وفرض اشتراطات ونتائج تزيد في تعقيد المعركة السياسية في جنيف،تزيد في مخاطرها.

- لدي انطباع أيضا بأن احتمالات عقد جنيف2 بالمعنى الشكلي والتقني قد تحسنت وارتقت فعليا،وهي الآن فوق الخمسين بالمائة بالتغاضي عن الآفاق والضعف الشديد لإحتمال أن تكون إيجابية.

ثالثا: بعض أحلام وأماني - أن تزاح جانبا كل العقبات،وأن يعقد جنيف2 فهذا هام جدا للشعب السوري. - أن تلتقط أطر وأطياف المعارضة السورية حقيقة أن هناك فرصة معطاة لهم كي يتقدموا إلى التاريخ ويساهموا بقوة وسرعة في وقف الموت والدم والدمار،والخروج من الأزمة،ورسم مستقبل سوريا بصورة عقلانية.

- أن تطور منظومة قوى التغيير السلمي المعارضة عملها المؤسساتي،وقدراتها على الحركة والدينامية،وليس فقط طاقتها الكفاحية والأخلاقية كما هو حاصل،بل وضعها المالي،وتقسيم العمل التخصصي،والوجود خارجا. - أن تسرع قوى الداخل السوري معارضات ونظام في العمل على تنسيق جهد وطني كثيف مثمر قبل جنيف2 لتحديد طابع المعركة السياسية هناك،والأولويات الوطنية فيها. فاتح جاموس\29\11\2013\


آخر تعديل على الأحد, 01 كانون1/ديسمبر 2013 20:08