السوق الصينيّة ذات إمكانات هائلة لشركات كفاءة الطاقة الأمريكيّة
بوصفها أكبر سوق لأعمال البناء في العالم، يمكن للصين أن تقدّم الكثير من الفرص للشركات الأمريكيّة المتخصصة في كفاءة الطاقة. فتبعاً للسيّد كلاي نيسلر، نائب رئيس الاستدامة الدولية والمبادرات الصناعية في شركة جونسون كونترولز: «نحن نؤمن بوجود فرص عظيمة في الصين من أجل تصميم وإنشاء أبنية جديدة تكون ذات كفاءة طاقة عالية».
تعريب: عروة درويش
وقال نيسلر: «إنّ الصين مهمّة جدّاً وملتزمة بمجال كفاءة الطاقة، وتحديداً في الأبنية. إنّها تشكل سوقاً يثير الكثير من الشركات حول العالم، وبما في ذلك شركات الولايات المتحدة».
وقد تقاربت الشركات والجامعات في أقوى اقتصادين في العالم بشكل وثيق في هذا المجال في ظلّ «ائتلاف مركز أمريكا-الصين لأبحاث الطاقة النظيفة وكفاءة طاقة الأبنية CERC-BEE»، وذلك وفقاً لنيسلر الذي شغل منصب رئيس هيئة الاستشارات الصناعية في الائتلاف.
وقال نيسلر بأنّ نصف عدد الأبنية التي ستبنى في العالم في العقد القادم سيكون في الصين، ممّا يؤدي إلى زيادة كبيرة في استهلاك الطاقة في البناء. ولكن نيسلر لاحظ من وجهة نظر أخرى بأنّ الصين تملك خطّة وطنية استباقيّة في مجال كفاءة الطاقة المستخدمة.
فكجزء من الخطّة الخمسيّة الثالثة عشرة، ما بين الفترة 2016-2020، وضعت الصين أهدافاً بأنّ 50% على الأقل من الأبنية المحدثة في المناطق المدينية يجب أن تكون أبنية خضراء موثقة، وأن يتم تحديث أكثر من 60% من الأبنية السكنية المدينية القائمة الآن لتصبح كفؤة من ناحية الطاقة.
وهذا برأي نيسلر يعرض إمكانات سوقيّة هائلة لصناعة الأبنية كفؤة الطاقة. فالتقديرات بأنّ حجم هذه الصناعة سيصل عام 2020 في الصين إلى ما يقدّر بـ 230 مليار يوان (36.3 مليار دولار أمريكي). ويرى نيسلر بأنّ الصين تمتلك ميزة في هذا المجال على الولايات المتحدة، وهي قدرتها على تنفيذ خططها بشكل كامل: «تملك الصين طريقة مركزيّة ومنسقة جدّاً في تتالي السياسات من المستوى الوطني إلى الإقليمي إلى المديني وصولاً إلى مستوى الأحياء. ولا تملك الكثير من الدول مثل هذا التنفيذ الموحد على مستوى الخطط».
وأجاب نيسلر على سؤال بشأن الطريقة الأمثل لتحسين كفاءة الطاقة في الأبنية، بأنّ الأمر يعتمد على إدماج التقنيات الجديدة في مواد البناء ومصادر الطاقة المتجددة والمعدات وغيرها من العناصر. وأضاف بأنّه طالما أنّ الصين تنشأ عدداً كبيراً من الأبنية الجديدة، فإنّ الفرصة التي يملكها ثاني أكبر اقتصاد في العالم هي البدء في هذه العملية قبل الشروع في البناء: «يشمل الأمر تصاميم مدمجة، ومن ضمنها إجراء محاكاة طاقة تفصيليّة جدّاً للأبنية على الكمبيوتر قبل أن يتمّ بناءها، وذلك مثلما فعلنا في مقرّ شركتنا الآسيوي في شنغهاي. فقد مكننا هذا من التقدير الدقيق لكميّة الطاقة التي سيستهلكها البناء».
فوفقاً لنيسلر: «تستهلك منشأة شانغهاي على سبيل المثال كميّة طاقة أقل بنسبة 48% من بقيّة الأبنية التقليدية في شنغهاي، وستكون فترة استرداد الاستثمار الإضافي أقلّ بعشرة أعوام... ومن بين العديد من الأشياء الأخرى التي نعتمدها من أجل كفاءة الأبنية، فإننا نركز على مواد البناء».
تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني