الصين إلى إنهاء تخطيط الأسرة
وفقاً لمراقبين صينيين، فإنّ خطّة الدولة إنشاء هيئة للصحّة الوطنية وتفكيك هيئة تخطيط الأسرة، تشير إلى أنّ البلاد تتجه من النموّ السكانيّ مسيطر عليه إلى النموّ السكانيّ معزز.
تعريب: عروة درويش
فالصين تخطط لإنشاء هيئة للصحّة الوطنية من أجل تعزيز مبادرة الصين الصحيّة وضمان تزويد الشعب الصيني بخدمات صحّة شاملة، وذلك وفقاً لوثيقة قدمها مجلس الدولة للإصلاح يوم الاثنين الماضي، أمام الجلسة التشريعية الوطنية من أجل المداولة.
ووفقاً لهذه الوثيقة، فإنّ «هيئة تخطيط الأسرة والصحّة الوطنيّة» التي أنشأت عام 1981، وهي المجموعة التي أوجدت للإشراف على تحديد النسل وعلى الإصلاحات الصحيّة التي يأمر بها مجلس الدولة، لن يعود له وجود بعد التشكيلات الحكومية الجديدة.
وقد قال الديمغرافي المستقل هي-يافو، بأنّه لم يتمّ ذكر سياسة تخطيط الأسرة لا في المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، ولا في تقرير العمل الحكومي لهذا العام، وبأنّه تمّت إزالة كلمة «تخطيط الأسرة» من اسم هيئة الصحّة الوطنية المحدثة جديداً.
وكما قال يافو، فمن المحتمل أنّ كلّ هذا يدلّ على أنّ الدولة على وشك إنهاء سياسة تخطيط الأسرة. فرغم عدم إلغاء الحكومة لهذه السياسة بشكل رسمي بعد، يتوقّع أن تنزل هذه السياسة عن مرتبتها السابقة وأن تتحوّل لمجرّد مرحلة تاريخية.
وكتب يو-فوكسيان، وهو مؤلف كتاب «بلد كبير في عشّ فارغ» الذي جادل فيه بأنّ سياسة تخطيط الأسرة قد أضرّت بالصين، بأنّ هذا الأمر: «تغيير تاريخي، وبأنّه يعني أنّ الصين تتحوّل من نموّ سكاني مسيطر عليه، إلى تطوير النموّ السكاني».
وتمّ كذلك يوم الثلاثاء إغلاق موقع «رابطة النموّ السكاني الصيني» الذي كان يعزز السيطرة على النموّ السكاني.
وقد اقتراح زو-لياو، وهو المحامي والنائب عن منطقة إقليم غوانغدونغ في مؤتمر الشعب الصيني، أن يسمح للأزواج بإنجاب طفل ثالث، وذلك على خلفيّة تقلّص عدد الولادات في الصين العام الماضي.
وتبيّن البيانات التي عرضها مكتب الإحصاء الوطني بأنّه كان هناك 17.23 مليون حالة ولادة عام 2017، وهو العام الثاني لسماح الصين للأزواج بإنجاب طفلٍ ثانٍ، وهو هبوط في عدد الولادات عن العام الذي سبقه بـ 630 ألف حالة ولادة. لقد كانت معدلات الولادة في الصين في 2017 هي 12.43 بالألف، وذلك مقارنة بنسبة 12.95 بالألف عام 2016. وقد أرجع مكتب الإحصاء الوطني الانخفاض في النسبة إلى أنّ 2.5 مليون زوج أقل قد حظيوا بطفلهم الأول.
تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء»- بما قد تحمله من أفكار ومصطلحات- لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني