أين ذهب آلاف المقاتلين من تنظيم «داعش»؟
في وقت من الأوقات، كانت لتنظيم داعش دولة.. كان عناصره يسيطرون على مساحات واسعة من العراق وسوريا، ويستخرجون النفط ويبيعونه.. كانوا يعملون في التجارة، ويحكمون المدن.. أسسوا دولة بالمعنى الكامل للكلمة..
ثم اتضح، وإن كان في وقت متأخر، أنهم بدؤوا يشكلون خطرًا على العالم، فانطلقت العملية لمواجهتهم...
أقام الجيش العراقي تعاونًا مع قوات البيشمركة فدخل مدينة الموصل، وتم إخراج تنظيم داعش من قضائي تلعفر والحويجة..
وفي سوريا أيضًا لم يتمكن التنظيم من الصمود..
تم تطهير الحدود الجنوبية لتركيا..
استولى الجيش السوري (قوات الأسد) على الميادين ودير الزور، في حين سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة على مدينة الرقة..
والنتيجة.. فقد التنظيم 96% من الأراضي التي كان يسيطر عليها..
بقيت منطقة صغيرة في يده.. سوف يفقدها هي الأخرى..
السؤال الذي يطرح نفسه الآن، إلى أين ذهب مقاتلو داعش؟
قيل في وقت من الأوقات أن أعداداهم بلغت 80 ألفًا..
فماذا حدث؟
هل تبخروا؟
جزء منهم قُتل في المعارك.. لكن لم يُعلن أين وكم عددهم.. كما لم تُحدد جنسيات القتلى..
هل جميع من قُتل من العراقيين العرب؟
هل هم من السوريين؟
هل هناك مقاتلون تركمان بينهم؟
كم تركيًّا قُتل هناك من بين من ذهبوا من تركيا؟ وهل أسماء هؤلاء معروفة؟
على سبيل المثال كم فرنسيًّا وألمانيًّا وشيشانيًّا وبلجيكيًّا سقطوا بين القتلى؟
كلها إشارات استفهام..
جزء منهم أُلقي القبض عليه.. كم واحدًا دخلوا السجن؟ من هم المسجونون؟ من أي الجنسيات هم؟
لم تُنشر مشاهد لهم ولا صور..
جزء منهم عاد إلى بلاده.. على سبيل المثال، يُقال إن 900 من أصل 1500 تركي عادوا إلى بلادهم.. هل أسماؤهم معروفة؟ هل تتابعهم السلطات؟
السؤال نفسه مطروح بالنسبة للأوروبيين من عناصر التنظيم، وينطبق الأمر على الأفارقة والآسيويين..
إلى أي بلد توجه عناصر داعش الفارون من مناطق القتال؟
أو عبر أي بلد فروا وعادوا إلى بلدانهم؟
أعتقد أنه..
إما أن العالم بالغ كثيرًا بشأن تنظيم داعش.. لم يكن عدد عناصره 80 ألف مقاتل.. على الأكثر ثمانية أو عشرة آلاف.. جزء منهم قُتل، وجزء فر.. وجزء في السجن.. وجزء آخر ما زال يقاتل..
وإما أن عددهم حقيقة 80 ألفًا.. نصفهم على الأقل، أو لنقل ثلثهم فر وعاد إلى بلاده..
إذا كان الأمر كذلك فهذا معناه أن العالم في خطر كبير..
*عن صحيفة ملليت التركية
تنويه: إن الآراء الواردة في قسم «تقارير وآراء» لا تعبِّر دائماً عن السياسة التحريرية لصحيفة «قاسيون» وموقعها الإلكتروني