الرئيس وحيداً... وأمريكا أيضاً
قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس الجمعة، إنه سيرفض الإقرار بأن إيران التزمت بالاتفاق الذي وُقِّع عام 2015، واصفاً الحكم الإيراني بأنه «نظام متطرف». وأعلن أنه سيحيل الأمر إلى الكونغرس، وسيستشير حلفاء الولايات المتحدة بشأن كيفية تعديله.
وفي المقابل، قالت دولٌ كبرى، بما فيها حلفاء الولايات المتحدة، إنها ستتمسك بالاتفاق النووي مع إيران الذي هدد ترامب، بتمزيقه.
وقالت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا إن الاتفاق النووي «يخدم المصلحة الأمنية الوطنية المشتركة لنا»، فيما أكد الاتحاد الأوروبي أنه «ليس لبلدٍ بمفرده أن ينهي اتفاقاً نافذاً».
ويؤكد العديد من المراقبين الدوليين، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية (رغم نفوذ واشنطن الكبير فيها)، أن إيران ملتزمة بشكلٍ كاملٍ ببنود الاتفاق الذي ينص على تجميد برنامجها النووي.
الواضح من ردود الأفعال هذه، أن الولايات المتحدة تتجه إلى المزيد من العزلة، ومعها القوى المتحالفة والمتشابكة، والتي تشكل معها منظومة متكاملة للهيمنة...
الاستنتاج الأول والأساس الذي يمكن تثبيته أمام هذا المشهد هو أن المنظومة كلها تتراجع، على عكس ما يشيعه الإعلام بأن المشكلة مع دونالد ترامب فقط، وكأنه خيار فردي ولا يعكس واقع المؤسسة الأمريكية الحاكمة الذي يمثل الرئيس عادة محصلة توازن القوى فيها..