في الأروقة الخلفية للأمم المتحدة: معركة من أجل عقد مؤتمر صحفي!
عقد وفد منصة موسكو يوم أمس مؤتمره الصحفي الأول ضمن الجولة الخامسة من مباحثات جنيف عند الساعة السادسة والنصف مساء بتوقيت جنيف (السابعة والنصف بتوقيت دمشق)، وذلك قبل لقائه مع السيد دي مستورا الذي كان مقرراً في التوقيت نفسه الذي جرى فيه المؤتمر! ليتأخر اللقاء مع دي مستورا حتى الساعة السابعة ريثما أنهى الوفد مؤتمره.
تلقى الصحفيون المعتمدون في جنيف ظهر أمس إبلاغاً بأنّ المؤتمر الصحفي لوفد منصة موسكو سيعقد في الخامسة والنصف، ولكن ما جرى هو أنّ وفد الرياض تأخر في اجتماعه مع دي مستورا، وبعد خروجه من الاجتماع لم يتوجه لعقد مؤتمره مباشرة، بل "ارتأى" في ظاهرة غير مسبوقة، أنه بحاجة إلى اجتماع تشاوري بين أعضائه لكي يقرر ما ينبغي قوله في المؤتمر! وبالمحصلة بدأ مؤتمره قبل السادسة بقليل لينهيه في السادسة والنصف.
بعد ذلك عقد وفد منصة موسكو مؤتمره الصحفي الذي (لم تتمكن الأمم المتحدة من تأمين مترجم فوري له) دوناً عن جميع الوفود الأخرى التي تم تأمين مترجمين فوريين لها.
المعلومات المذكورة أعلاها هي معلومات معلنة جميعها، ويبقى على المرء أن يربط بينها ليخرج بالاستنتاج:
يبدو أن منصة موسكو قد خاضت يوم أمس معركة متعددة الفصول لكي تتمكن من عقد مؤتمرها الصحفي قبل الدخول إلى اللقاء، واللبيب من الإشارة يفهم، إذ إنّ عقد المؤتمر بعد انتهاء اللقاء أي بحدود الساعة السابعة والنصف أو الثامنة، ويوم سبت، (يليه يوم عطلة رسمي)، يعني فعلياً عقد مؤتمر صحفي دون وجود صحفيين، أو عدم عقد المؤتمر.
وإذا كان رئيس الوفد قد فسر (كسر الوفد لتقاليد الأمم المتحدة) عبر عقد المؤتمر قبل اللقاء، بأنّه مراعاة للصحفيين لعدم إطالة انتظارهم، فإنّ هذا التفسير يبدو قولاً "دبلوماسياً" تفسيره الواضح هو أن الوفد عقد مؤتمره قبل اللقاء لأنّ هذه كانت الطريقة الوحيدة الممكنة لعقد مؤتمر صحفي من الأساس، أي أنّ التزام الوفد المفترض بـ"التقاليد" كان سيعني عدم عقده لمؤتمر صحفي.
بذلك فإنّ "معركة حقيقية" قد جرت يوم أمس، فقط من أجل عقد مؤتمر صحفي لوفد منصة موسكو ويمكن القول إن الوفد قد انتصر فيها رغم أن الأطراف المعادية كثيرة ومتنوعة...