ما الذي جرى قرب القنصلية الأمريكية في جدة؟

ما الذي جرى قرب القنصلية الأمريكية في جدة؟

يشكل التفجير الذي جرى في السعودية فجر اليوم، مؤشراً أولياً على نقلة في المشهد العام لأعمال الفاشية الجديدة، بمركزها الدولي وفروعها الإقليمية، وضمناً فرعها السعودي.

 

لا يتعلق الأمر باستهداف التفجير للشارع تقع ضمنه القنصلية الأمريكية، فحسب بل وبتزامنه مع تفجير آخر في ماليزيا اليوم، وبكونه يعقب تفجيراً جرى قبل يومين في بنجلادش..  

التلفزيون الرسمي السعودي قال إن انتحارياً قُتل وأصيب شخصان آخران في التفجير الذي وقع في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين 4/7/2016 وهو أول تفجير يحاول استهداف أجانب في المملكة منذ سنوات.

وأضاف التلفزيون، نقلاً عن متحدث أمني، قوله أن المهاجم أوقف سيارته أمام مستشفى مواجه للقنصلية في نحو الساعة 2.15 صباحاً وفجر قنبلته بعد اقتراب رجلي أمن منه، مما أدى إلى مقتله وإصابتهما بجروح طفيفة.

اللافت ضمناً هو أن بيان التلفزيون الرسمي السعودي أشار إلى مكان القنصلية بعنوان الشارع الذي تقع فيه، دون الإشارة بشكل مباشر إلى وجود القنصلية هناك، بينما أكدت رسالة من وزارة الخارجية الأمريكية للمواطنين الأمريكيين في السعودية على نصيحة توخي الحذر واتخاذ إجراءات إضافية عند السفر.

 

ومن المحتمل أنّ هذا التفجير، بتوقيته ومكانه واستهدافه، يندرج ضمن محاولات قوىً فاشية، دولية وإقليمية بما فيها السعودية، ممانعة تغييرات مرتقبة في السعودية نفسها على مستوى السياسات والأشخاص.. كما يمكن فهم هذا التفجير في سياق الرد الفاشي على عمليات التكيف التي تقوم بها واشنطن للتعايش مع الوضع الدولي الجديد، والتي تبرز بشكل خاص في الاتجاه المتسارع الذي تم فرضه بحكم هذا الوضع نحو حلحلة جملة الأزمات المستعصية في المنطقة، سواء السورية أو اليمنية أو غيرها. يأتي ذلك بالتزامن مع احتمال بداية انتقال مركز ثقل العمل الفاشي باتجاه المحيط الهادئ وعلى تخوم الصين والهند، ولاسيما مع التفجيرات في محيطهما الحيوي، بما فيها تفجيرا ماليزيا وبنغلادش.

 

آخر تعديل على الإثنين, 04 تموز/يوليو 2016 17:47