أوغلو «يتقدم».. أوغلو «يتراجع»..!

أوغلو «يتقدم».. أوغلو «يتراجع»..!

انشغلت وسائل الإعلام اليوم بتصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو حول قاعدة إنجرليك وإمكانية فتحها أمام الروس ليستخدموها أسوة بقوات التحالف الذي تقوده واشنطن بهدف القضاء على داعش، ومن ثم ترحيب الكريملين بهذه التصريحات، وبعد ذلك تراجع أوغلو عن تصريحاته بشكل جزئي مع إبقاء الباب موارباً أمام امكانية العودة إليها وتحقيقها.. التفاصيل هي (من النهاية إلى البداية) كالتالي:

 

 أوغلو «يتراجع»

تراجع أوغلو عن تصريحات سابقة نقلتها عنه وسائل إعلام تركية حول استعداد أنقرة لفتح قاعدة «إنجرليك» الجوية أمام الطائرات الحربية الروسية لمحاربة داعش.

وقال جاويش أوغلو خلال اجتماع للحكومة التركية اليوم، الاثنين 4 تموز: «يمكننا أن نتعاون مع روسيا في محاربة تنظيم داعش، لكنني لم أقل شيئاً عن استخدام الطائرات الروسية لقاعدة لإنجرليك»

واعتبر أن وسائل الإعلام التركية فهمت تصريحات سابقة له بطريقة خاطئة، ومن ثم نقلت وسائل الإعلام الروسية التصريحات نفسها بهذه «الصورة المشوهة».

 

أوغلو «يتقدم»!

وكانت وسائل إعلام تركية قد نقلت عن جاويش أوغلو قوله في تصريحات لقناة«TRT»التركية بثت يوم الاثنين: «إننا سنتعاون مع كل من يحارب داعش. إننا ننخرط في هذه المعركة منذ البداية، وقد فتحنا قاعدة إنجرليك أمام أولئك الذين يريدون المشاركة في هذه المعركة بنشاط. فما الذي يمنعنا من التعاون مع روسيا بالصيغة نفسها؟ فداعش يعد عدواً مشتركاً لنا جميعنا، وعلينا محاربته سوية»

وأضاف أن مثل هذا التعاون مهم للغاية فيما يخص الجهود المبذولة للحيلولة دون وقوع «حوادث غير مرغوب فيها»، في إشارة كما يبدو إلى حادثة إسقاط قاذفة روسية من قبل سلاح الجو التركي في سماء سورية يوم 24 تشرين الثاني من العام الماضي.

«الكرملين جاهز للتعاون»

 

وقال الكرملين في معرض تعليقه على ما نقل عن وزير الخارجية التركي حول احتمال فتح «إنجرليك» أمام سلاح الجو الروسي، إنه لا يجري حالياً مفاوضات رسمية مع أنقرة بهذا الشأن، لكنه وصف تصريحات جاويش أوغلو بأنها «هامة».

وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي في تصريح يوم الاثنين: «لم يكن هناك أي تبادل رسمي للرسائل بهذا الشأن، أو أي تبادل رسمي للآراء»

 وأضاف أنه لا يعرف شيئاً عن إجراء اتصالات بهذا الشأن بين العسكريين الروس والأتراك.

وتابع بيسكوف أن الجانب الروسي تلقى الاقتراح التركي عبر وسائل الإعلام، واصفاً إياه بأنه «تصريح هام بلا شك». وأكد أن الهيئات الروسية المعنية ستحلل التصريحات التركية من وجهتي النظر السياسية والعسكرية.

وأردف قائلاً: «علينا أن نضفي صفة رسمية على هذه المسألة ونحدد تفاصيل ما يجري الحديث عنه. ونحن في المرحلة الراهنة، أخذنا بعين الاعتبار التصريحات التي قرأناها في وسائل الإعلام»

وأكد بيسكوف أنه على روسيا وتركيا أن تعيدا فتح قنوات تبادل المعلومات بين أجهزة الاستخبارات في البلدين.

ما هو السر؟

إنّ مقاربة أولية للتقدم والتراجع التركي، لا بد لها أن تأخذ بعين الاعتبار «الدهشة» التي تعاطت بها الولايات المتحدة مع اعتذار أردوغان وإعادة فتح باب التقارب بين روسيا وتركيا، حليفتها وتابعتها التاريخية.. إنّ المناورة التي يقوم بها الأتراك، فيما يبدو حتى الآن على الأقل، هي خطوة إضافية في طريق التقرب من روسيا.. وعمليات «النفي» و«الإثبات» الدبلوماسي التي تمارسها حالياً تندرج في باب سبر التخوم التي يمكن لتركيا أن تقطعها في العلاقة مع روسيا، وسبر التخوم هذا لا يتعلق بروسيا بقدر ما يتعلق بالولايات المتحدة التي من المفهوم جداً أن تكون «مندهشة» بل و«منزعجة» أشد الانزعاج من تقارب كهذا..

 

 

 

 

آخر تعديل على الإثنين, 04 تموز/يوليو 2016 15:39