أنشتاين يكرر نظرية ماركس في القيمة الزائدة!
في مقاله الشهير «لماذا الاشتراكية؟» المنشور عام 1949 في مجلةmonthly review اليسارية الأمريكية، يعيد أنشتاين صياغة نظرية ماركس في القيمة الزائدة بشكل مكثف مبدياً موافقته التامة عليها وتبنيه لها، مظهراً بذلك جانباً هاماً من شخصيته العلمية الفذة، ذلك الجانب المتمثل باحترامه العلم حتى النهاية وبانحيازه الأصيل للإنسان ولقيم الخير والعدالة..
مما جاء في مقالة أنشتاين «why socialism?»:
«من أجل تبسيط النقاش سوف أطلق كلمة "عامل" على كل من لا يشارك في ملكية وسائل الإنتاج، مع أن ذلك يتوافق مع الاستخدام المألوف للمصطلح. من يملك وسائل الإنتاج يكون في وضع يسمح له بشراء قوة عمل العمال. وباستخدام وسائل الإنتاج يقوم العمال بإنتاج سلع جديدة، ستصبح من ملكية الرأسمالي. والنقطة الجوهرية في هذه العملية هي العلاقة بين ما أنتجه العامل والأجر الذي يتقاضاه لقاء ذلك. وكلاهما يقاس باستخدام مصطلح القيمة الفعلية (الثمن الحقيقي). إلى هذا الحد وعقد العامل هو "عقد اختياري". وإن ما يحصل عليه العامل لا يحدد بالقيمة الفعلية للسلع التي أنتجها، بل بحاجياته الضرورية الدنيا (بحدها الأدنى) ووفق حاجة الرأسمالي إلى قوة العمل، والتي تتحدد بعدد العمال الذين يتنافسون للحصول على العمل. ويبقى من الضروري أن ندرك بأن أجر العامل لا يحدد حسب قيمة ما ينتجه، حتى من الناحية النظرية..»
إنّ كل دارس لنظرية ماركس في القيمة الزائدة قادر على أن يستنتج من هذا الاقتباس القصير أن أنشتاين قد صرف وقتاً جديا في دراسة كتاب رأس المال لمؤلفه ماركس، ويتضح ذلك من فهم أنشتاين العميق لنص ماركس والقوانين التي اكتشفها في رأس المال.. إنّ من طبيعة الأمور أنّ أجيالاً بكاملها لم تسمع يوماً بأن أنشتاين كان نصيراً للاشتراكية رغم أن اسمه يكاد يتكرر بشكل شبه يومي في المجالات المختلفة العلمية خاصة وغيرها الكثير.. ولكن حجب هذه المعلومة والتضييق عليها، وكما قلنا، هو من طبيعة الأمور، لأن المسيطر على أجهزة الإعلام على المستويات الدولية والمحلية ليس إلا رأس المال نفسه..