ماذا وراء البيان المشترك الروسي- الأمريكي؟
صدر اليوم، 9/ أيار، بيان مشترك روسي- أمريكي نشرته وزارتا الخارجية، الروسية والأمريكية، حول سورية. وتضمن البيان ثلاثة محاور أساسية: وقف الأعمال العدائية، ضمان وصول المساعدات الانسانية، ودعم التسوية السياسية.
ومما جاء في البيان في فقرته الأخيرة المتعلقة بدعم التسوية السياسية في سورية، وفقاً لترجمة جريدة قاسيون: «نحن متفقان (الجانبان الروسي والأمريكي) على أن هذه المحادثات يجب أن تستأنف وفقاً لملخص المبعوث الخاص الوسيط في 27/نيسان، وعلى وجه الخصوص، المرفق الذي يعالج القضايا الأساسية للانتقال القابل للتطبيق، والقسم المتعلق بالقواسم المشتركة بشأن الانتقال السياسي».
إنّ لهذا الكلام معانيه الهامة.. فالمكان الذي وصلت إليه المفاوضات قد تم تثبيته وبات من غير المسموح التراجع عنه، وأولئك الذين «علّقوا» حضورهم، سيحضرون انطلاقاً مما تم التوصل إليه وإلّا فلهم حرية الخروج النهائي من المعادلة السياسية في سورية..
تضمن البيان أيضاً: «نحث أطراف النزاع جميعها، وأعضاء مجموعة العمل الدولية، والأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي، لتعزيز ودعم تسوية سياسية في سورية». وهو ما يوضح أنّ الاتفاق الروسي- الأمريكي هذا، يتعدى بأهميته مسألة الاتفاق ذاتها، إلى الإعلان عنه، وبالأحرى إشهاره أمام مجموعة الدعم الدولية قبل اجتماعها المقر في 17 من الجاري في فيينا، لوضعها تحت الأمر الواقع..
بكلام آخر، فإنّ هذا الإعلان هو تحضير للمتشددين الإقليميين، بجهاتهم المختلفة، وللمتشددين المحليين بجهاتهم المختلفة أيضاً، لكي يعدّو أنفسهم للتكيف مع الأمر الواقع الذي بات عنوانه الأساسي: الحل السياسي.