«إعلان تونس»
إن الأحزاب والمنظمات والشخصيات العربية المجتمعة بالعاصمة التونسية، من 22 إلى 25 تموز 2015، بمناسبة الذكرى الثانية لاغتيال الشهيد، الحاج محمد البراهمي، زعيم التيار الشعبي التونسي، والقيادي البارز بالجبهة الشعبية، وبعد استعراضها للأوضاع الخطيرة التي يمرّ بها الوطن العربي وكامل المنطقة، يهمّها أن تؤكّد ما يلي:
1ـ إن الأوضاع الخطيرة السائدة حاليا في الوطن العربي ليست عادية ولاهي مجرّد استمرار للأوضاع السابقة وإنما هي إيذان ببداية مرحلة جديدة هي الأخطر منذ معاهدة “سايكس بيكو” (1916)، مرحلة تتصادم فيها من جهة إرادة الشعوب العربية الطامحة إلى التحرر والانعتاق الاجتماعي عبر انتفاضات وحركات اجتماعية غير مسبوقة، ومن جهة أخرى إرادة القوى الاستعمارية والرجعية التي تعمل على إجهاض هذه الانتفاضات والحركات وعلى إعادة تقسيم الوطن العربي على أسس طائفية/مذهبية وعرقية وقبلية مقيتة، باستخدام العنف والإرهاب والحروب الأهلية المدمّرة التي تثيرها وتموّلها وتسلّحها القوى الاستعمارية الغربية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، والكيان الصهيوني وغلاة الرجعية في المنطقة، وتوظّف فيها، إلى جانب التدخل العسكري المباشر (ليبيا، سوريا، العراق، اليمن…)، حركات وجماعات ظلامية، إجرامية، متعددة العناوين، تكريسا لمشروع “الشرق الأوسط الجديد” الاستعماري.
2ـ إن الهدف من هذه الحملات والأعمال الإجرامية والحروب الأهلية الرجعية، هو تدمير الدولة الوطنية وتفكيكها وبعث كيانات طائفية وعرقية مكانها وتخريب كل المكتسبات العلمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية المحققة في إطارها، وتدمير الذاكرة الحضارية للأمة، ونشر الخراب والزجّ بالشعوب العربية في أنفاق مظلمة منعا لنهوضها وتحقيق طموحها إلى الوحدة وبناء ذاتها على أسس الحرية والمساواة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاستقلال وسيادة القرار الوطني، وتهميشا لقضية العرب الأولى والمركزية، القضية الفلسطينية، بهدف قبرها وفسح المجال للصهاينة لإقامة دولة دينية، يهودية، عنصرية، متصادمة مع الأعراف والقوانين الدولية، على أرض فلسطين المغتصبة، وتسهيلا لمواصلة السيطرة على مقدرات العرب الاقتصادية وبالأخص ثرواتهم النفطية وعائداتها المالية، وعلى أسواقهم ومواقعهم الإستراتيجية.
3ـ إنّ الطريق الوحيدة، الفعّالة والناجعة لمواجهة هذه المرحلة الجديدة الخطيرة، هي طريق النضال والمقاومة التي تمثّل وحدة القوى الثورية والوطنية والديمقراطية والتقدمية العربية وتكتلها ضمن جبهة شعبية واسعة وحقيقية، أكبر ضمان للسّير فيها بنجاح والشرط الأوّل والأساسي لتعبئة الشعوب العربية حول مشروع نهوض جديد يحقّق آمالها وطموحاتها بالاستناد إلى المبادئ والأهداف التالية:
أـ النضال من أجل تحقيق التحرر الوطني والقومي والتصدي لكافة أشكال التدخل الأجنبي، الإقليمي والدولي، في الشأن العربي، والعمل على تحقيق وحدة الأمة العربية في إطار الاستقلال والسيادة الوطنية ودعم وتوسيع الجهود الشعبية الرامية إلى تحقيق هذا الهدف.
ب ـ دعم مشروع المقاومة خيارا إستراتيجيا في مواجهة العدو الصهيوني لتحرير فلسطين.
ت ـ اعتبار المشروع التكفيري/ الطائفي بمختلف أشكاله وعناوينه، هو الوجه الآخر للاستعمار والصهيونية لما يستهدفه من تخريب الأوطان العربية وتهديد وجودها.
ث ـ مناهضة الرأسمالية الليبرالية المتوحّشة وكافة أشكال الهيمنة والنهب والاستغلال الذي تمارسه الدول الاستعمارية والمؤسسات المالية العالمية ووكلاؤها المحلّيون على شعوبنا وتوحيد النضال الشعبي ضدهم وتوثيق الصّلة بالشعوب الأخرى التي تعاني من نفس الاضطهاد وتكتيل الجهود دوليا في مواجهة مشروع الهيمنة الأمريكي-الغربي الذي يلقى صدّا متصاعدا في مختلف القارات وتتحقق ضده انتصارات ومكاسب في أمريكا اللاتينية وفي أروربا وغيرها، علاوة على ظهور قوى أخرى في الساحة الدولية بما يؤشّر لنهاية العالم ذي القطب الواحد.
ج ـمناهضة الاستعمار والصهيونية والعنصرية والرجعية العربية والانحياز الكامل لكل حركات التحرر الوطني والدفاع عن القضايا الإنسانية العادلة.
ح ـاعتماد الحرية والديمقراطية صمام أمان لبلوغ الأوطان غايتها في التقدّم والنهوض وتكريس المساواة ونبذ كل أشكال الميز على أساس عقدي أو جنسي أو عرقي أو ثقافي وضمان التعدد الفكري والسياسي والتداول على الحكم عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة كضمان توازي السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية.
خ ـتحقيق العدالة الاجتماعية عبر ضمان سيادة الشعوب على ثرواتها والسيطرة على القرارات التي تهمّ اختيار أهدافها التنموية وتحقيق مقومات الحياة الكريمة لكافة أفرادها في مواجهة النظام الدولي القائم الذي تصوغ توجّهاته كبريات الدول والاحتكارات العالمية ضمانا لمصالحها الأنانية وامتيازاتها.
د ـاحترام الهوية الثقافية والحضارية للأمة العربية وتعزيزها وتطويرها في إطار التفاعل المتكافئ مع مختلف مكونات الحضارة الإنسانية في قيمها المشتركة ضد التعصّب والكراهية والميز.
ذ ـالإيمان بالعمل المشترك مع القوى الوطنية التقدمية على قاعدة المشتركات الوطنية والإنسانية واعتماد الحوار الديمقراطي كأداة لحل التناقضات بينها.
إن الأحزاب والمنظّمات والشخصيات العربية التي تتبنّى هذا “الإعلان” تتعهّد بمتابعة الموضوع من أجل العمل مجتمعة على ترجمة ما جاء في “الإعلان” من مبادئ وقيم وأهداف إلى محاور ملموسة للنضال في المستويين الوطني والقومي.
تونس 25 / 7 / 2015
المجد والخلود لشهداء الأمّة
وإلى الأمام، فالمستقبل للشّعوب
المشاركون في لقاءات تونس لإقامة الجبهة الشعبية العربية:
والموقعون على " إعلان تونس"
1- الجبهة الشعبية لتحريرر فلسطين
2- الجبهة الشعبية / تونس
3- حزب التيار الشعبي
4- حزب الوطنيين الديمقراطيين / تونس
5- حزب التيار الشعبي / مجموعة حامدين صباحي
6- حزب النهج الديمقراطي / المغرب
7- حركة الشعب / لبنان
8- الحزب القومي السوري / لبنان
9- عبد العظيم المغربي / التجمع الناصري / مصر
10-ممثل موريتانيا
11- ممثل جبهة التحرير الجزائرية
12-رئيس حركة الكرامة السابق / مصر.