حتى لا تخدعنا منظمة أوسلو- ستان
ليس جون كيري هو الذي يخدع الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية. هو ممثل كافة أعدائنا بلا مواربة، ولا يمكن لمرء التخيل كيف يجالسه اي عربي وخاصة الفلسطيني. هو قاتل من بلد قاتل، وتاجر امريكي سوف يأخذ عمولة صهيونية هائلة على اي تنازل يتنازل فيه خبراء التنازل.
قد يبدو هذا الحديث قاسياً على الطيبين. لا باس كلام قاس وكي الوعي وقدح زناد الوعي كي لا نكون قطيعاً.
ولكن، كيف يمكن لمن خطط وفاوض ووقع على اوسلو-ستان أن يكون قِّيماً اليوم على القضية برمتها؟ كيف يمكن لمن وافق على لا عودة ولا دولة و لاسيادة ولا حتى مناطق (ج) أن يستمر هو الذي يتحدث باسم الشعب الفلسطيني؟
كيف يمكن لممثلي الفصائل أن يكتبوا ردا على مشروع كيري وهم جميعا يعترفون بالكيان الصهيوني الإشكنازي، وهم جميعا بين من ترشح لرئاسة الحكم الذاتي أو شغل وزارة فيه أو ترشح لما يسمى المجلس التشريعي سقط أو نجح لا فرق؟ بغض النظر إن كان يمينا او يساراً، قوى دين سياسي أو قوى يسارية شبه علمانية، كيف يمكن لهؤلاء أن يعودوا ليقرروا مصير شعبنا! هذا ناهيك عن الوظائف والأُعطيات والفساد في بلد: الاقتصاد السياسي للفساد.
قبل ايام كان جيش من الليكورد يبصق على وجودنا وتاريخنا في مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية، ماذا فعل هؤلاء؟ من يتفق مع ياسر عبد ربه ومع نبيل شعث فيما فعلوا، أو لا يجرؤ على فصلهم، لا يمكن أن تحمله ساقيه امام كيري؟
من توسل ل كيري قبل شهرين بأن يقبل بأراض جديدة تُبادل مع الكيان على أراض قديمة فلسطينية كيف يمكن أن يمثل شعبنا.
هنا إذن خلل في كل شيء.
صرح د. مصطفى برغوثي اول امس بأنه: “يجب ان لا يتكررخطأ اوسلو”! عجيب وهل كنتم يافعين كل هذا الزمن؟ وهل ما حصل خطأ ، مجرد خطىء مثلا كأن صبيا غازل فتاة على الرصيف، أو دخل حمارا حدبقة جار صاحبه! كفى تحقيراً لعقول الناس. ولعل الأعجب أن فضائية المنار تردد هذا التصريح في شريط الأخبار كمن اكتش فعبقرية ابيه، وكما لو كان إعلان انتصار الثورة البلشفية أو الوحدة بين مصر وسوريا. كفى تمجيدا للألغام!
لماذا لا تأخذوا خطوة واحدة تجبُّ ما مضى. رفض أوسلو نهائيا وتحدي أكياس النفط بأن ينفقوا على الحاجات الأساسية للناس؟ لقد تعهدت قطر بتغذية غزة، شريطة أن لا تقاوم والتزمت حماس بالنفط لا بالبندقية. سيثور البعض غاضبا او عاتباً، وله اقول: على مهلك، من يقطع مع سوريا وإيران وحزب الله من اين يأتي بالسلاح؟ ومن يبرر للرئيس المعزول محمد مرسي تهديم الأنفاق كممرات لدخول السلاح ويقبل بمعابر عل سطح الأرض لا يريد سلاحاً، وأتمنى أن اكون مخطئاً. وها هي تقاوم في سوريا ولبنان. إسالوا السيد أسامة حمدان، لماذا ثار في المؤتمر القومي العربي في بداية حزيران حينما تم نقد رسالةمرسي إلى شمعون بيرس، وخرج من المؤتمر ولم يعد!!! أما ضفة م.ت.ف فلا تقاوم اساسا،”كفى الله المؤمنبن القتال” ”مكانك تُحدمي او تستريحي”، فلتتعهد وهابية السعودية التي لم تترك ثورة مضادة في اي جحر إلا وانهالت عيلها بمال العرب حتى التخمة. لم أتخيل أن هناك رجعية مريضة إلى هذا الحد الأصفر المقيت. انظروا إلى وزير خارجيتها الذي لا يتوقف عن التلفت يمنة ويسرة في حراك ابدي يشتم العرب على اليسار والإسلام على اليمين.أو يحيي امريكا على اليسار والكيان على اليمين.
ولكن، لن تقوموا بمواجهة هذه الأنظمة التابعة حتى في مشروع إنساني خيري صدقاتي . فأنتم لم تواجهوا حتى وكالة الغوث (الأنروا) التي وصلت اليوم درجة من العدوانية التي تحقر عقولنا بتقديم مشروع “تدريب أخلاقي للفلسطينين” جوهره أن لا تقاوم حتى بالكلمة.
هذه المنظمة لن تجرؤ على تقديم فلس لا يمر من تحت إبط كيري، ونتنياهو.
إذهبوا إلى عزمي بشارة فلديه من المال ما يكفي السلطة. أليس ممن ينفقون على الثورة المضادة في سوريا؟ ناهيك عن قوافل الأكاديميا في رحلة الشتاء والصيف إلى الدوحة باسم الثقافة والوعي المخصي.
أكاد أجزم بأن جولات كيري كما كانت هيلاري ورايس تتمحور حول جملة واحدة:
•إسمعوا يا شباب: هل انتم جاهزين لإعلان الاعتراف بيهودية كل ارض إسرائيل؟
•كلا بعد ايها السيد
•إذن إلى جولة قادمة.
نشرة كنعان