سلام الشريف
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
الانتهازية اليسارية ظاهرة تاريخية ذات جذور اجتماعية لازم وجودها تاريخياً حركات اليسار عموماً والحركة الشيوعية خصوصاً. خاصتها الأساسية هي تبني مواقف سياسية يمينية الطابع من ناحية الجوهر ولكن مخرّجة بقالب (يساري) عبر إطلاق شعارات سياسية “أقصوية” لا تسمح موازين القوى على الأرض بتحقيقها، وغالباً ما تعتمد على استبدال التكتيك بالاستراتيجية.تستخدم هذه القوى عموماً ما يمكن أن يطلق عليه “الطريقة الانتهازية اليسارية” مستعينة بتكنيكات شبه موحدة تاريخياً في صياغة خطابها وتخريج مواقفها. أهم عناصر هذه الطريقة:
تتزامن الذكرى العشرون لتوقيع اتفاق أوسلو مع تبلور جملة من المتغيرات العالمية والإقليمية، التي تفرض ايقاعها على القضية الفلسطينية. فإذا كان السياق التاريخي لتوقيع اتفاق أوسلو هو تراجع الحركة الثورية العالمية وحركات التحرر، الأمر الذي استخدمته القيادة الفلسطينية حينها كشمّاعة لدخولها مسار أوسلو، فإن السمة التاريخية للمشهد اليوم، هي نهاية تفرد أميركا، وبزوغ قوى عالمية واقليمية متناقضة معها، وعودة الجماهير إلى الشارع كظاهرة عالمية تشمل منطقتنا. الأمر الذي بدأ يترجَم بتحول بعض الحركات الشعبية العربية، ونتيجة لتراكم وعيها إلى رقم يصعب ترويضه من القوى الخارجية والمحلية، التي تسعى إلى الحفاظ على القائم وإجهاض الجديد.
دخلت الحركة الشعبية في مصر طورها الثاني وغير النهائي طبعاًً مصعدةً صراعها مع فلول النظام المتهالك بنسختها الملتحية متمثلة بقيادة حركة الإخوان المسلمين. الأمر الذي رافقه تصاعد متسارع لدور المؤسسة العسكرية المصرية في المشهد السياسي الداخلي. فكيف يمكن قراءة دور الجيش المصري، خصيصاً مع تصاعد هجمات الليبراليين (إسلاميين، وعلمانيين) ضده على أرضية رفض تدخل «العسكر بالسياسة الداخلية»؟