د.عروب المصري
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
ليس من المستغرب، ولا هو مثير للجدل بشكل خاص، التأكيد على أن التّغير البيئي العالمي والتّغير المناخي هما من بين أكثر القضايا الملحة بالنسبة للأرض ومجتمعاتها الحيوية .إنّ العوامل البشرية الرئيسة لهذا التغيير، وفقاً للهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ، هي عوامل ديموغرافية واقتصادية واجتماعية_ سياسية وتكنولوجية في طبيعتها. ولا يمكن ربط هذه المحركات بشكل وثيق إلّا بالطرق التي تنتج بها المجتمعات القائمة وتعيد إنتاج وجودها المادي.
كان الجيولوجي الروسي والجيوكيميائي الروسي العظيم فلاديمير فيرنادسكي (١٨٦٣- ١٩٤٥) رائداً في الدراسة العلمية لتأثير الحياة على الأرض.
في العديد من كتابات ماركس، وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بالزراعة في مجلدات ثلاثة من رأس المال، يمكن للمرء أن ينظر إلى العناصر الأساسية لمقاربة بيئية حقاً، من خلال انتقاد جذري لنتائج كارثية الإنتاج الرأسمالي.
تعتبر الشعبوية نوعاً من الخطاب السياسي الذي يستخدم الديماغوجية ودغدغة عواطف الجماهير والاشتغال على العواطف، والحاجات الآنيّة للعامة، لدفع الرأي العام إلى مسارات محددة.
يبدو أن فكرة اعتماد الحياة على إعادة التدوير ليست جديدة، فمنذ أكثر من 2000 سنة، وصف الفيلسوف الروماني الشاعر لوكريتيوس إعادة التدوير كمبدأ أساسٍ للكون:
في كل المقاييس في الكرة الأرضية من أصغر الخلايا إلى الكوكب بأكمله، يتم استخدام العناصر الأساسية للحياة باستمرار، وإعادة استخدامها، وتعتبر الدورات البيوجيوكيميائية أساس المحيط الحيوي.
هناك من ينكر تغير المناخ، بما فيهم وكالة «حماية البيئة» الأمريكية. وهناك من يدركون خطورة الاحترار العالمي، لكنهم واثقون من أن البراعة الرأسمالية ستنقذ «اليوم» بطريقة ما، وأخيراً فإن أولئك الذين يشعرون بالقلق إزاء ظاهرة الاحتباس الحراري، ليسوا واثقين من الرأسمالية كمنقذ، ولكن هناك يائسون للغاية من إمكانية تجنب كارثة المناخ الذين يصلّون من أجل أن الحلول البعيدة التي يسمعون عنها من بيل غيتس (من أجل «تعديل العاصفة») سوف توقف الظاهرة.
رأى ماركس الصدع بين الناس والطبيعة، ليس فقط كإخفاق رئيس في الرأسمالية، ولكن أيضاً كآلية يمكن من خلالها استبدال الرأسمالية.
إذا كنت قد تساءلت يوماً عن الشكل الذي قد يبدو عليه التمثيل العلمي للصدع الاستقلابي، فما عليك إلا النظر إلى الشكل البياني الصاعد على الدوام منذ ستين عاماً. الذي نتذكره مع اقتراب عيد الميلاد الستين من منحنى «كيلنج»، والذي يعتبر الأساس لفهم دورة الكربون العالمية والاحترار العالمي.
«الحياة هي طريقة وجود أجسام البروتين، والعنصر الأساس الذي يتكون من التبادل الاستقلابي المستمر مع البيئة الطبيعية خارجها.» قال فريدريك إنجلز هذه الجملة في تكثيف شديد لطبيعة الحياة.