بالقول والفعل: نموذج الصين للقضاء على الفقر
المصدر: Global Times
المصدر: Global Times
في مواد سابقة أشير إلى أن اقتصاد السوق والإنتاج البضاعي المهيمنين عالمياً يشكلان قاعدة مادية قوية للثقافة الاستهلاكية والليبرالية الفردانية، وهذه بدورها تشكل الإطار لمختلف الاتجاهات السياسية والقيمية الليبرالية. وهذا التناقض يشكل في هذه اللحظة التاريخية تحدّياً جدّياً أمام الاتجاهين التاريخيين المتصارعين، بين واحد آفل، وآخر يولد ويتبلور. وهذا التحدي صار بارزاً أكثر على السطح على لسان جهاز الدولة في الدول التي تعبّر أوضح تعبير عن الاتجاه التاريخي الذي يولد، أي روسيا والصين.
خلال 40 عاماً أخرجت الصين أكثر من 850 مليون إنسان من الفقر... وخلال عشر سنوات انتقلت لتكون القوّة الاقتصادية الأولى عالمياً بمعايير القدرة الشرائية للناتج، وبمعيار مواجهة الأزمات الكبرى خرجت الصين بأسرع وتيرة من أزمة كوفيد، لتكون البلد الوحيد عالمياً الذي شهد نمواً اقتصادياً في أزمة 2020. الإنجازات الصينية كثيرة، ولكن كلما ارتفعت الصين ذات الـ 1,4 مليار نسمة... كلما أصبحت المهمات اللاحقة أصعب.
قدّم رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ تقرير العمل الحكومي في 5 آذار خلال افتتاح اللقاء الرابع لمجلس نوّاب الشعب الوطني الثالث عشر. ولأنّ التطرّق لجميع الإنجازات التي ذكرها التقرير سيجعل من صفحات هذا المقال طويلة لا تؤدي غرضها، فسنركز في تحليلنا واستعراضنا على الصورة الأكبر للإنجازات الصينية المذهلة، والخطط بعيدة النظر عن مستقبل رابح للجميع.
اقتربت الصين من تحقيق النصر في معركة القضاء على الفقر التي بدأتها في 2012 لتكون من أوائل الدول في العالم تحقق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية، ولتصبح التجربة الصينية أكثر الأمثلة واقعية وقابلية للتطبيق في محاربة الفقر.