من المبكر الحديث عن تغيرات وشيكة في حركة الرساميل الدولية، فالتركّز الشديد لا يزال باتجاه الغرب والدول الرأسمالية في أوروبا وأميركا، إلا أن الأزمات التي تمرّ بها اقتصادات هذه الدول (وخصوصاً منطقة اليورو) بدأت تدفع باتجاه البحث عن مراكز جديدة للاستثمار و»توظيف الأموال». البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية (وهو بنك أسّسته الصين للحدّ من سيطرة الولايات المتحدة واليابان على أسواق آسيا عبر ذراعهما الاقتصادي المسمّى بنك التنمية الآسيوي) هو أحد هذه المشاريع والتعويل عليه ينبع من تركيزه على الاقتصاد الحقيقي، إذ إن الأموال التي «توظّف فيه» لا تذهب لشراء سندات دين لا يعرف إن كانت ستُسَدّد أم لا، وبالتالي «عوائده» ستكون «مضمونة» بالنسبة إلى الدول المساهمة فيه، وهذا أمر أساسي في ظلّ عدم رغبة تلك الدول بالمزيد من التعويل على الفقاعات المالية التي أدخلتها ولما تزل في أزمات بنيوية.