الكيان الوظيفي وتشققاته
سارع الكاتب ناهض حتر في الرد على مقالي هنا في «الأخبار» (الأردن: كيان وظيفي أم دولة وطنية)، وبعنوان لافت، كرّر فيه عنوان مقالي، معكوساً، ومضيفاً إليه، ما يمتلكه من «علم» وقدرة على تحليل «الواقع»!
سارع الكاتب ناهض حتر في الرد على مقالي هنا في «الأخبار» (الأردن: كيان وظيفي أم دولة وطنية)، وبعنوان لافت، كرّر فيه عنوان مقالي، معكوساً، ومضيفاً إليه، ما يمتلكه من «علم» وقدرة على تحليل «الواقع»!
«أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض». هذا هو حال «الإخوان المسلمين» في الأردن الذين يسيرون بخطى حثيثة نحو مزيد من التشظّي. فتهاوي المشهد الداخلي لـ«إخوان المملكة» ليس متصلاً بعوامل داخلية فحسب، بل أيضاً بالنهاية السريعة لزمن «الانتعاش» الذي رافق وصول الجماعة الأم إلى الحكم في مصر، ما أدى إلى الضعف وضياع حلم المشاركة في جنة الحكم. الحكومة الأردنية المنسجمة مع التوجهات العربية تلعب، بصورة مباشرة وغير مباشرة ، على وتر الاستفادة من «اختلاف الآراء»، كما يحلو للجماعة تسميته، ومن قرارات الفصل المتتالية والجماعية، لتفتح باباً للمطرودين من حضن الإرشاد، يأوون إليه. صار إنكار الواقع صعباً على الجماعة «التي باتت ثلاث جماعات: الأقدم ترخيصاً برقابة همام سعيد، ومبادرة «زمزم» التي يتزعمها «المفصول» نبيل الكوفحي، وأخيراً الجماعة المرخصة قبل أيام، ويرأسها المراقب السابق لإخوان المملكة «المفصول أيضاً»، عبد المجيد الذنيبات.
يبدو أن المتغيرات الحاصلة في المنطقة تعيد ترتيب كل شيء. ليس في الإقليم وحسب، بل داخل كل بلد في الإقليم حتى وإن لم تطله ظلال «الربيع العربي» بصورة مباشرة. فمشروع «ناقل البحرين» (البحر الأحمر والبحر الميت) الذي كانت تعترضه الكثير من العقبات منذ سنوات، ها هو يصبح واقعاً، حتى وإن كانت أوزار الحرب على «داعش» تحط رحالها في عقر الدار.
برغم بشاعة ما جرى للطيار معاذ الكساسبة على يد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ــ «داعش»، إلا أن الحدث كان مرآة تتيح للأردنيين رؤية صورة «داعش» الكائنة في نفوسهم من خلالها.
قد يكون الوصف قاسياً في هذه الفترة تحديداً، لكن الحقيقة طبعها قاسٍ دائماً.
وما أن انتشر خبر حرق الطيار الأردني، حتى انتفض ناشطون على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة بحرق أفراد جماعة «الإخوان المسلمين»، التي يصب عليها الأردن الرسمي جام غضبه في الفترة الأخيرة.
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الجريمة الإرهابية البشعة التي ارتكبها تنظيم «داعش» الإرهابي بإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة رحمه الله واسكنه فسيح جناته وتتقدم إلى عائلته والشعب الأردني الشقيق بأحر التعازي.
تضرب عاصفة ثلجية، هذه الأيام، دولا عربية عدة، تشمل فلسطين والأردن ولبنان وتونس وليبيا، حيث من المتوقع أن تستمر أياما عدة، وذلك بسبب تأثر المنطقة بمنخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية باردة.
شبكة العلاقات من الفرد إلى المؤسسة إلى السلطة السياسية وتحالفاتها، تمكننا من اتخاذ موقف مركب عند الحديث عن معاذ.
يخيل إلى من يشاهد الصور الجوية الملتقطة لمخيمات اللاجئين السوريين على الأراضي الأردنية، أن ما يشاهده هو منطقة صناعية منظمة حيث ترتص الخيمة بالأخرى وتلتصق الكرفانة بالثانية لكن المشهد على الأرض ينبئ بتغريبة جديدة لكنها سورية هذه المرة.
تركت الحرب السورية آثارها على كل المناحي المتعلقة بالأطفال. من الصحة، إلى الوضع المعيشي، وليس انتهاءً بالمنظومة الأخلاقية. يتربع التعليم على رأس المجالات التي طاولتها آثار الحرب، وتركت جيلاً بأكمله عُرضة للضياع. جرائم كثيرة تُرتكب تحت ستارالتعليم، وتهدد بتحويل شريحة من الأطفال السوريين إلى مشاريع تكفير مستقبلية.
أعلنت فرقة «حرقة كرت» الأردنية أخيراً أنها ستزور الأراضي المحتلة الشهر المقبل (محطات في حيفا، والجولان، وعكا) ورافق الإعلان سؤال من الفرقة على صفحتها على الفايسبوك: «فكركم لو زرنا عكّا شو رح يصير»؟