الاندماج الإقليمي أو البربرية
الحروب الأهلية والطائفية التي تشتعل في بلدان المنطقة، ليست قابلة للمراهنة على حسم عسكري لمصلحة هذا الطرف أو ذاك. فهي تُنذر بدمار مديد وهمجية معمّمة أشبه بحروب الثلاثين سنة التي ذاع صيتها في القارة الأوروبية (1648 ـ 1648). وبما أن المصائب الكبرى لا تأتي فرادى، تبدو المساومات والتسويات الدولية والاقليمية التي يمكنها الحدّ من إوار لهيب المأساة في المدييْن المنظور والأبعد، عصيّة المنال. فموازين القوى وتناقضات المصالح الحيوية لكل من واشنطن والمحاور الاقليمية الثلاثة بامتداداتها (إيران، تركيا، السعودية)، لا تتيح تسويات طويلة بين إيران والبيت الابيض من جهة، أو بين إيران وأحد المحورين التركي أو الخليجي من جهة أخرى.