«البروظة» والعزايم ليست الحل!

«البروظة» والعزايم ليست الحل!

أعلنت السلطات المؤقتة في سورية عن وفاة ٥ أشخاص نتيجة «تدافع» أمام الجامع الأموي بسبب «عزيمة أكل» قام بها أحد صانعي المحتوى... من هو المسؤول الحقيقي عما جرى؟ وربما أهم من ذلك: ما الذي يعنيه؟

محاولة توجيه الأنظار والاتهامات فقط لغياب التنظيم، ينطوي على قدر كبير من القفز فوق الوقائع القاسية التي يعيشها السوريون؛ فلولا «الجوع» لم يكن مئات من الأشخاص ليقفوا منتظرين وجبة طعام واحدة... واستمرار الوضع الاقتصادي الحالي سيكون نذيراً بالمزيد من هذه الحالات المأساوية.
ضمن المسؤوليات، لا شك أن حالة «البروظة» والاستعراض التي يسعى البعض لها، هي حالة مضرة وغير مسؤولة، يضاف إلى ذلك أن من مسؤولية محافظة دمشق أن تنظم هذا النوع من الأنشطة بحيث تضمن سلامة الناس وعدم تعرضهم للأذى... وبصراحة، عدم تعرضهم للإذلال أيضاً.
المسؤول الأكبر عن الحادثة، مع عدم إسقاط المسؤوليات الأخرى، هو «الجوع»، وهو السياسات التي اتبعتها السلطة السابقة في تجويع الناس ونهبها عبر ما يسمى الليبرالية الاقتصادية، والتي لم يتم التراجع عنها حتى الآن، بل وللأسف تظهر إشارات من حكومة تسيير الأعمال أنها تريد استكمالها عبر استكمال رفع الدعم واستكمال إنهاء قطاع الدولة.
إن حجم الكارثة الاقتصادية التي يعيشها الشعب السوري، لا يمكن علاجه بحلول وهمية و«عزايم»، ولا يمكن للشعب السوري أن يعيش بقية عمره على المساعدات الإغاثية، بل يحتاج عملاً سياسياً منظماً من أجل بناء نظام اقتصادي يمثل مصالح شريحة المفقرين الأوسع، ومن أجل استنشاق عبق الحرية، أيضاً عبر الأمان المعيشي والرفاه والتطور الاقتصادي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1209