أولئك الذين ينتظرون «المرسوم»
كان العمل السياسي داخل وخارج سورية في وقت مضى، أشبه بالنحت في الصخر، فلا شك أن أحزاباً وشرائح عريضة من مناصريها كانوا أسرى قوالب محددة للعمل، سواء داخل هياكل المعارضة، أو داخل الأحزاب الأخرى المنضوية في «الجبهة الوطنية التقدمية» سابقاً، أو في أي تجمعات أخرى.
والحقيقة، أن سقوط السلطة السياسية في سورية، غيّر المعادلة السابقة، والحق يقال: إن هذا الحدث التاريخي، جدد الفرصة لكل القوى السياسية السابقة لكي تنخرط في الحياة السياسية من جديد، وخصوصاً أن المجتمع عاد مجدداً لحالة الغليان الثوري، لكن المشكلة الكبرى هي أن قوى عديدة اعتادت العمل من وراء المكاتب، وتكلّست مفاصلها واعتادت العمل ضمن حالة انتظارية، تنتظر خلالها المتغيرات والدول، وأحياناً تنتظر توجيهاتٍ «من فوق»، في حين أن التاريخ لا ينتظر أبداً.
الواقع اليوم تغير فعلاً، وبدلاً من أن تنتظر الأحزاب هِبات ومكرمات من أحد ينبغي عليها انتزاع حقها بالوجود، هذا الحق الذي لا تصونه إلا صلة حيّة وحقيقية مع الشارع السوري، وكسب المناصرين منه، فإن كانت بعض القوى السياسية تنتظر «مرسوماً» يسمح لها بالحياة فعليها أن تعلم أن هذا اليوم لن يأتِي أبداً، وأن هذا «المرسوم» إن صدر فلن يغير في الواقع شيئاً.
في الحقيقة، يبحث الشارع عن قوى سياسية تمثل تطلعاته، قوى لا تشبه تلك التي عرفها سابقاً، وليس سراً القول: إن التكتلات السياسية كلها تقف اليوم أمام امتحان الشعب، فإما أن تنال الثقة، أو تسقط وتدفن لتنبت أوراق جديدة فوق ترابها.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1209