لا تنتظروا رفع العقوبات!

لا تنتظروا رفع العقوبات!

قد لا يعرف كثير من السوريين أن العقوبات لم تُخترع من أجل بشار الأسد، بل كانت تاريخياً أداة أساسية بيد الدول الغربية بغية التحكم بسلوك الأنظمة السياسية في العالم، وكان أولئك الذين يفرضون العقوبات يعلمون مدى تأثيرها على شعوب العالم؛ ففي سورية مثلاً، ومنذ أن بدأت سياسة العقوبات، كنا في قاسيون نقول: إن المستهدف الحقيقي من هذه العقوبات هم السوريون أنفسهم وسورية كبلد، وطالبنا في حزب الإرادة الشعبية برفعها، وتحديداً بعد أن تبيّن بالدليل القاطع استفادة السلطة الفاسدة منها، وكيف كانت تعتاش عليها عبر رفع أسعار البضائع كلها من جهة، وسرقة المساعدات من جهة ثانية، وكانت تُراكم ثرواتها من جيوب السوريين الفقراء.

التاريخ القريب قدّم لنا مثالاً واضحاً: حين احتلت الولايات المتحدة العراق، وأعدمت رئيسها صدام حسين، لم ترفع العقوبات بشكلٍ نهائي عن الشعب العراقي، وما تزال بعض العقوبات القاسية مطبقة على الشعب العراقي حتى يومنا هذا، وخاصة في مجال النفط الذي يُعد الثروة الأهم في العراق... ولذلك علينا أن نجيب عن السؤال: كيف السبيل إلى الخلاص؟ هل يكفي أن نطالب برفع العقوبات؟ أو ينبغي مثلاً تنفيذ الشروط التي لا تنتهي أملاً في أن «يلين قلب» الغرب على السوريين؟!
الجواب على ذلك بسيط، ولكنه يحتاج إلى شجاعة حقيقية، فبدلاً من إعادة استنساخ خيار السلطة السابقة، التي وقعت ضحية سياسة «العصا والجزرة»، ينبغي بناء شبكة من العلاقات الخارجية، مع تلك الدول التي لم تفرض هذه العقوبات أصلاً؛ فإن كانت الولايات المتحدة امتلكت في عقود ماضية «المفتاح الوحيد للخزنة»، فهي اليوم واحدة من قوى كثيرة على الساحة، ويستطيع السوريون أصحاب النفوس الكريمة أن يحطموا قيود العقوبات، ويغلقوا الباب بوجه من يبتزهم في لقمة عيشهم، وأن يعتمدوا على قدراتهم الذاتية، وأن يُعيدوا إنتاجهم وزراعتهم، ويتجهوا بقلوب مفتوحة إلى دول الشرق التي تنتج اليوم الجزء الأكبر من البضائع، وتتحول بسرعة إلى سوقٍ ضخم للاستهلاك، لنعود بذلك إلى الفضاء الذي ننتمي له حقاً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1209