من يريد الفوضى؟

من يريد الفوضى؟

لا يكاد يمر يوم إلا وتشهد سورية حادثة مقلقة في مكانٍ ما، ويراقب السوريون الغيارى هذه الحوادث بقلق ويحاولون فهم الأحداث المتسارعة التي تجري حولهم، لكن إذا ما أردنا إدراك ما يحدث، علينا النظر إلى حجم التشابه بين هذه الأحداث وظروف وقوعها، وليس من الصعب أن ندرك أن هناك نشاطاً إعلامياً وسياسياً منظماً يهدف إلى شق صفوفنا، وتوجيه قوانا اتجاه بعضنا البعض، بدلاً من توجيه هذه الطاقات لرسم شكل المرحلة الانتقالية وإنجازها بأفضل شكلٍ ممكن.

ولذلك يبدو السؤال حول طبيعة القوى التي تؤدي هذا الدور مشروعاً، ويجب الإجابة عنه، وتحديداً، أن نجاح هذه المحاولات يعني جرّ سورية إلى فوضى ،إن حدثت يمكن أن تنهي وجودها، وهذا بيت القصيد، فمشروع إنهاء سورية وتفتيتها يعيدنا بالذاكرة إلى الاحتلال الفرنسي، الذي سعى إلى تقسيم البلاد وفصل مكوناتها على أساس قومي وطائفي، وفي الواقع تشكّلت سورية التي نعرفها اليوم على أساس مقاومة هذا المشروع الاستعماري بالذات، الذي لم يستهدف سورية فحسب، بل استهدف دول الشرق جميعها، وليس من الصعب رؤية كيف تحوّلت «إسرائيل» إلى الوكيل الحصري لمشروع الاستعمار، ولم تترك فرصة لإثبات ذلك، عبر تدخلها المباشر أو عبر أذرعها، فصحيفة يديعوت أحرونوت قالت في مقال مؤخراً: إن سورية «كيان مصطنع» وتقتضي مصلحة «إسرائيل» زوال هذا الكيان وإنهائه، عبر تفتيه إلى كنتونات ما قبل الدولة الوطنية...
هذا الكلام الوقح، يساعدنا في معرفة إلى من يجب أن تتجه أصابع الاتهام...

معلومات إضافية

العدد رقم:
1208