بومبيو: «معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية»!
عماد طحان عماد طحان

بومبيو: «معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية»!

نشر الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية، يوم الخميس 19 تشرين الثاني تصريحاً للوزير مايك بومبيو بعنوان: «تحديد المنظمات المنخرطة في أنشطة مقاطعة «اسرائيل» ومعاداة للسامية- Identifying Organizations Engaged in Anti-Semitic BDS Activities»

جاء نشر التصريح بالتزامن مع زيارة بومبيو للكيان الصهيوني، والتي سجّل خلالها خرقين جديدين لم يسبق أن قام بهما مسؤول أمريكي بهذا المستوى، وهما: زيارة المستوطنات، وزيارة الجولان السوري المحتل. إضافة إلى التصريح الذي أدلى به من الجولان قائلاً: «لا يمكنك أن تقف هنا وتنظر إلى ما هو في الجانب المقابل من الحدود وتنكر الأمر المحوري الذي اعترف به الرئيس دونالد ترامب... هذا جزء من «اسرائيل»، وأضاف: «الجولان جزء من «اسرائيل» وإعادته لسورية كانت ستضر بـ«اسرائيل» والغرب».

وكنا قد وقفنا عند ما نعتقد أنها غايات زيارة بومبيو هذه في مادة نشرت يوم ١٩ من الجاري في موقع قاسيون الإلكتروني بعنوان: «ماذا يريد بومبيو من تدنيس الجولان السوري؟»، ولم يكن قد صدر التصريح الرسمي الذي أشرنا إليه أعلاه.

الملفت في هذا التصريح، هو القول الصريح، الوقح والمباشر: anti-Zionism is anti-Semitism معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية.

قبل كل شيء، لا مانع من التذكير بداية بأنّ الدراسات الإثنوغرافية العلمية، قد تجاوزت منذ عهد بعيد التصنيف بين شعوب سامية وشعوب حامية، بل وبات هذا النوع من التصنيف جزءاً من التخلف العلمي السابق الذي ينظر إليه بالقدر من السخرية نفسه الذي ينظر به إلى اعتقادات الأولين بأن الأرض مسطحة، أو بأنّ الشمس هي من تدور حول الأرض، وأنّ الأرض مركز الكون. أي: إنّ استمرار استخدام هذا التوصيف بات محصوراً في إطار التوظيف السياسي البحت.

وأيضاً، لا مانع من التذكير أنه حتى في الأوقات التي سادت فيها نظرية الشعوب السامية والحامية، فإنّ الشعوب التي كانت تنسب إلى السامية لم تقتصر يوماً على اليهود، بل كانت تشمل أيضاً العرب كمكون أساس ضمن ما يسمى الشعوب السامية.

بكل الأحوال، فإنّ تهمة «معاداة السامية»، ليست في جوهرها سوى أداة استلمت من خلالها الصهيونية العالمية راية الإرهاب الدولي من يد هتلر، لكي تستكمل أفعاله على أرض فلسطين، وفي مناطق أخرى متعددة من العالم.

وإذا كان كلّ ما سبق هو بالنسبة للكثيرين قول نافل، وربما هم محقون بذلك، ولكن لا ضير من التذكير به. ولكن أيضاً التذكير، بأنّ الرئيس القادم للولايات المتحدة، وليس ترامب أو وزير خارجيته فقط، هو من الأنصار المعلنين للصهيونية. يكفي التذكير بأنّ بايدن نفسه صرّح عدة مرات سابقة بأنه صهيوني، وبأنّ أباه قد علّمه أنه ليس بالضرورة أن يكون يهودياً ليكون صهيونياً...

الجديد في تصريح بومبيو، أنه تصريح رسمي يساوي بين معاداة الصهيونية وبين ما يسمى معاداة السامية، وهو بذلك، ومن حيث يدري أو لا يدري، يقدم لنا كسوريين أداة إضافية للتوحد ضد الدور الأمريكي، وضد التافهين من الأطراف المختلفة، الذين يسعون إلى «تعاون ما» مع الأمريكيين، سواء عبر الاستجداء العلني، أو من تحت الطاولات...

لتحميل العدد 993 بصيغة PDF

معلومات إضافية

العدد رقم:
993
آخر تعديل على الإثنين, 23 تشرين2/نوفمبر 2020 15:44