لماذا تأخر آستانا؟
عروة صعب عروة صعب

لماذا تأخر آستانا؟

منذ بدء محادثات آستانا أي منذ الجولة الأولى التي صممت كطريقة لدفع محادثات جنيف، لاح أمل جديد بالتطور على صعيد الحل السياسي، وذلك لارتباط الوضع الميداني على الأرض بالحل السياسي، أي كداعم لمسار جنيف وليس بديلاً عنه.

كان قد سبق جولات آستانا إعلان موسكو الثلاثي في الشهر الأخير من العام الفائت الذي مهد لها، حيث صدر بيان وزراء خارجية كل من روسيا وإيران وتركيا، الذي يؤكد سيادة ووحدة أراضي سوريا، كدولة ديمقراطية وعلمانية وأظهر الرأي الجامع بأنه لا يمكن حل الأزمة السورية عسكرياً، حيث صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف آنذاك: «نعرب عن استعدادنا للمساهمة في وضع اتفاق، للمفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة، واستعدادنا لأن نكون الجهة الضامنة له».
فقد توصلت الجولة الأولى من محادثات آستانا التي عقدت في كانون الثاني من هذا العام
بعد تنصل واشنطن من اتفاق وقف الأعمال العدائية، إلى التوافق على عدد من التدابير لخفض التصعيد في سورية من بينها تشكيل مجموعة روسية تركية إيرانية مشتركة للعمل على مراقبة نظام وقف إطلاق النار في سورية.
بينما توصلت الجولة الثانية من محادثات آستانا التي عقدت في آذار إلى الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل ثلاثية (روسية تركية إيرانية) لمراقبة وقف الأعمال القتالية وتشكيل آلية لتبادل المعتقلين، بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة، بما في ذلك النساء والأطفال، كما تم الاتفاق على موقع تبادل جثامين القتلى.
وكان من نتائج الجولة الثالثة من محادثات آستانا التي عقدت في نيسان قرار إيران التوقيع على وثيقة حول الانضمام إلى اتفاقية الهدنة بصفة دولة ضامنة، والعمل على تنسيق الخرائط الميدانية، ومسودة اتفاقية حول تشكيل فريق عمل معني بتبادل الأسرى والمعتقلين، ومسودة بيان حول إزالة الألغام في منطقة الآثار السورية.
بينما توصلت الجلسة الرابعة من محادثات آستانا التي عقدت في أيار إلى اتفاق مناطق خفض التوتر الذي أثر بشكل كبير على الأرض في منح الثقة في إمكانية الوصول إلى نهايات لهذه الحرب.
تأثيرات أزمة الخليج
ساهمت تطورات الوضع السياسي الحالية التي أدت إلى نشوء أزمة الخليج في تشكيل عنصر ضاغط على مختلف الأطراف، وتحولت هذه الأزمة إلى بؤرة يتم التمركز حولها من قبل اللاعبين الأساسيين الدوليين والاقليميين الذين لهم علاقة بالأزمة السورية.
إن هذا التطور وانعكاساته على الأرض دفع الأمور باتجاه التأجيل وخاصة التطورات الميدانية التي جرت في الفترة الأخيرة المتعلقة بانحسار داعش السريع وتقدم الجيش السوري في مختلف المناطق السورية، وانعكاس ذلك على المفاصل اللاحقة القادمة بشكل سريع.
جولة خامسة
كل ذلك بالإضافة إلى التطورات التي تلوح في الأفق يجعل ما هو متوقع من الجولة الخامسة من محادثات آستانا متعلقاً بالتغيرات الميدانية وتطورات الأزمة الخليجية- القطرية، هذه التغيرات التي دفعت ايران وتركيا إلى طلب تأجيل هذه المحادثات، من أجل متابعة العوامل المؤثرة مجدداً كمحاولة الولايات المتحدة انشاء منطقة نفوذ لها في التنف.
إن انعقاد الجولة القادمة من آستانا يدفع إمكانية انعقاد جنيف وتحقيقه مهام ملموسة إلى الأمام، في إطار العلاقة المتبادلة والمتكاملة بين مساري آستانا وجنيف.

معلومات إضافية

العدد رقم:
815
آخر تعديل على السبت, 17 حزيران/يونيو 2017 22:50