نطلب من دي ميستورا الالتزام بمبدأ التوازي وسنساعده في ذلك

نطلب من دي ميستورا الالتزام بمبدأ التوازي وسنساعده في ذلك

أجرى وفد منصة موسكو المعارضة، يوم الخميس 30/3/2017، مؤتمره الصحفي الثالث في مقر الأمم المتحدة في جنيف، قبيل لقائه مع المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، وفريقه.

 

 

وأكد رئيس الوفد، مهند دليقان، أن وفد منصة موسكو كان قد أجرى في اليوم ذاته لقاءً تقنياً مع الفريق الدولي، قائلاً: إن اللقاء «استمر لأكثر من ساعة وكان إيجابياً وبناءً. وكذلك، فاليوم مساءً، عند الساعة السادسة والنصف، سنلتقي بالسيد دي ميستورا وفريقه، لمتابعة النقاش في السلات المختلفة».

وتابع دليقان: حذرنا أول أمس في مؤتمرنا الصحفي من على هذا المنبر من خطورة المراوحة في المكان، وقد قلنا هذا الكلام للسيد دي ميستورا، وكذلك قلناه للسيد غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي. لكن في الأمس لاحظنا، بسرور، أن الأمور بدأت بالتحرك إيجاباً إلى الأمام. والمؤشر الأساسي على ذلك، هو مناقشة الوفد الحكومي لسلة الحوكمة، أو سلة الانتقال السياسي، للمرة الأولى. ولكن نتمنى أن تكون الخطوات الإيجابية القادمة نحو الأمام والتي يمكن أن نسير بها ألّا تكون بهذه الدرجة من الصعوبة وبهذه الدرجة من التردد.

وبملاحظتنا للتقدم الذي بدأ منذ يوم أمس، فإننا نقيِّم إيجاباً، دور السيد غاتيلوف وتصريحاته، ولقاءاته المختلفة التي أجراها مع الفرقاء المختلفين التي ساعدت عملياً في تحريك المحادثات، بعيداً عن النقطة الميتة التي كانت فيها. وفي لقائنا اليوم مع السيد دي ميستورا سنصر على موقفنا الذي يتكثف بضرورة عدم الخضوع لأيّة ضغوط تجري من قبل أي طرف من الأطراف.

ما نطلبه من السيد دي ميستورا هو مسألة بسيطة: الالتزام بما أعلنه هو في الجولة الماضية، بإقرار مبدأ التوازي الذي اعترف به الجميع، ووافق عليه الجميع، لذلك، نطلب منه الالتزام بهذا الموقف. ونحن سنسانده في ذلك.

وفي هذا السياق، نعلن تأييدنا للمبادرة التي تقدَّم بها زملاؤنا في وفد منصة القاهرة والتي تقول بالانطلاق مباشرةً باتجاه أربع مجموعات عمل تقنية، يحضر فيها الجميع معاً، وفود المنصات المعارضة، إضافةً إلى الوفد الحكومي.

ونذكِّر أيضاً باقتراحنا الذي سميناه في المرة الماضية من على هذا المنبر بمبادرة (4×2)، وهو خطة بديلة. ففي حال تعثّر تطبيق مبادرة أصدقائنا في منصة القاهرة، يمكن أن تتحول مبادرتنا إلى خطوة انتقالية باتجاه تحقيق مبادرتهم.

نحن متفائلون، رغم كل الصعوبات وكل ما يسمع من بعض التصريحات المتشددة، لكن نعلم أن هنالك مشكلات أخرى ستنشأ طوال طريق الوصول باتجاه الحل السياسي. فما يهمنا في الحقيقة هو أن المشكلات التي ستأتي في الطريق يجب أن تكون جديدة وليست مشكلات قديمة. المشكلات القديمة تنبع من بقاء بعض أشباح جنيف2، بشكله ومضمونه، وهو ما يجري القضاء عليه نهائياً في هذه الجولة.

وأجاب رئيس الوفد على أسئلة عدة من وسائل الإعلام الحاضرة، وهي:

قناة الحرة: ماذا تعني 4×2؟ وأيضاً الإيجابية التي تتحدثون عنها، هل يمكن أن تشرح لنا كيف كان لقاءً إيجابياً وبناءً، على ماذا بنيتم؟

شكراً للسؤال، بداية بما يخص المبادرة 4×2، فالمقصود بها عملياً وجود ثماني خبراء من الفريق الأممي يشرفون على ثماني مجموعات، كل مجموعة مسؤولة عن نقاش واحدة من السلات، أي عملياً أربع خبراء، أي أربع مجموعات يناقشون وفد الحكومة على التوازي مع أربع مجموعات تناقش وفود المنصات المعارضة مع بعضها بعضاً، وكنا قد بيَّنا أن خطوةً بهذا الاتجاه ستسمح ليس فقط بنقاش السلات جميعها بالتوازي وبالتزامن، وإنما ستسمح أيضاً بالتقارب بين وفود المعارضات التي ستجلس معاً في مجموعات عمل واحدة، ليس مطلوباً ضمن هذه المجموعات النقاش البيني  بين هذه المعارضات، وإنما النقاش مع الوسيط الدولي، لكن مجرد التواجد الفيزيائي والاستماع للآخر، فإنه يساعد في عملية التقريب بين هذه المعارضات، ويساعد في عملية الوصول إلى وفد واحد للمعارضة.

بالنسبة للشق الثاني من السؤال، بما يخص توصيفنا للاجتماع بأنه إيجابي وبناء، هو كذلك فعلاً لأننا وجدنا تقارباً مع الاختصاصيين في فريق دي ميستورا حول النقاط الأساسية التي كنا نناقشها في مسألة الدستور، وتحديداً ما قالوه لنا صراحة من أنهم موافقون تماماً على أن المطلوب فقط بنقاش سلة الدستور هو الحديث عن مبادئ عامة وأطر، فقط لا غير، في حين أن صياغة الدستور والاستفتاء عليه وإقراره سيتم في دمشق.

قناة الميادين: في الجلسات التي تناقش مسألة الحكم مع الأطراف السوريين، هنالك تطرق لمسألة المؤسسات السورية القائمة، لا سيما المؤسسات العسكرية والأمنية، بالنسبة لوفد الهيئة العليا، هنالك طرح بإعادة النظر أو إعادة هيكلة هذه المؤسسات وتحويلها، خصوصاً بالنسبة لعقيدة هذه المؤسسات، ما هو موقفكم كمنصة موسكو من هذه المسألة؟

نحن مع إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية بما يخص مرجعياتها ووظائفها وصلاحيتها وبنيتها، أما بما يخص مؤسسة الجيش، فنحن مع إصلاح هذه المؤسسة، لكننا ضد إعادة هيكلتها. وإصلاح الجيش المقصود به بشكل أساسي تعزيز وظيفته ودوره كحامٍ لحدود البلاد وحامٍ للدستور، ومحيَّد عن العمل بالسياسة.

وكالة رويترز: قبل عامين في زمن الإبراهيمي كنا هنا في جنيف، وجه الجعفري سؤالاً للمعارضة في ذلك الحين - كان وفداً من «الائتلاف»- وقال لهم، أنتم لا تأثير لديكم على الأرض، وبعد حين عادوا إلى جنيف باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» بوجود بعض العناصر العسكرية فيها. سؤالي لكم هو: أية مجموعات مسلحة تمثلون أنتم؟ وإن لم يكن لديكم أي تأثير في الميدان فماذا تفعلون هنا؟

ما ينبغي السؤال عنه في الحقيقة هو ماذا يمثل كل من الموجودين من الشعب السوري وليس من المسلحين، هذا أولاً. وثانياً، من قال أن المسلحين الموجودين في سورية - بأنواعهم المختلفة- هم أصحاب تأثير سوري؟ هنالك تداخلات عدة، والقول بأن ما يجري من صراعٍ مسلَّح في سورية هو شأن سوري إغفال للجزء الأكبر من حقيقة التدخلات الإقليمية والدولية والعالمية في المسألة السورية.

النقطة الثالثة، هل المسلحون والمتصارعون بالسلاح يمثلون حقاً الشعب السوري وإرادته، حتى نخضع للإرادات التي يفرضها السلاح؟ هل المطلوب هو الخضوع إلى الإرادات التي يفرضها السلاح أم الوصول إلى حالة تنتهي فيها كل أشكال التدخل الخارجي في سورية، ويسمح للشعب السوري بتقرير مصيره؟

النقطة الأخيرة في هذا السؤال المهم هي أنه فعلاً، ضمن وفد منصة موسكو لدينا تمثيل لمقاتلين على الأرض، على الأقل هنالك مقاتلون للعشائر وموجود معنا أحد الرفاق الذين يمثل مقاتلي العشائر، وأيضاً مقاتلو سوتورو «المقاتلين الآشوريون في شمال شرق سورية». 

إضافة إلى ذلك نزعم أننا نمثل رغبة جزء كبير من المسلحين السوريين الذين يريدون وقف القتال والذين يخضعون اليوم لقوى سياسية تتلاعب بهم بطروحاتها المتشددة وتضعهم أمام خيار القتال أو القتال، في حين أنهم لا يريدون ذلك.

وكالة تاس: يبدو أن وفد الرياض متردد للغاية في التوصل إلى وفد واحد للمعارضة، هل آن الأوان لانضمام أطراف أخرى للسوريين لتشكيل وفد معارضة آخر يوازي وفد الهيئة؟

في الحقيقة، الوقت الآن ليس لإضافة وفود ووفود أخرى، وتشتيت إضافي في وفود المعارضات. المطلوب هو الوصول - بأسرع وقت ممكن- إلى وفد واحد للمعارضة وليس وفد موحد، وهذه المسألة هي في طريقها إلى الحل.

هنالك خطوات في هذا الاتجاه، والخطوات قد لا تكون فقط من الأطراف المعنية في هذه العملية، وإنما الظروف أيضاً تساعدنا بهذا الاتجاه، لأن هذا هو الحل المنطقي الوحيد، للوصول إلى مفاوضات مباشرة، ومن أجل الوصول إلى الاتفاق والحل السياسي في نهاية المطاف.

معلومات إضافية

العدد رقم:
804