(نحن تقدمنا.. ودي ميستورا تراجع)

(نحن تقدمنا.. ودي ميستورا تراجع)

أجرى رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، وأمين حزب الإرادة الشعبية، د.قدري جميل، حواراً مع إذاعة «روزنه» الإلكترونية يوم الخميس 23/2/2017، تطرق فيه إلى آخر المستجدات السياسية المتعلقة بإطلاق الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف3.

 

هناك تسريبات إعلامية اليوم حول أن وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» قد رفض الجلوس إلى طاولة مشتركة بحضور منصتي موسكو والقاهرة، مع وفد النظام، كيف تردون على هذه التسريبات؟

كنا دائماً نطالب بتشكيل وفد واحد لكل المعارضة السورية، لأنه لا يحق لطرف واحد احتكار هذا التمثيل، وبالمعنى القانوني، فإنّ هذا الحق قد أصبح حقاً شرعياً بعد قرار مجلس الأمن 2254، الذي ذكر منصات موسكو والقاهرة والرياض.

البعض يقول: إن المعارضة السورية تمارس «الدلال السياسي» في القبول بتشكيل وفد واحد، وتضع شروطاً على ذلك، ألا تخشون من ملل غربي، ومن أنه قد يلجأ دي مستورا في النهاية إلى تشكيل وفد واحد بشكل شخصي، وتخرج من خلاله منصة موسكو من هذه التشكيلة؟

أولاً: إن كلمة دلال لا تفي بالغرض. هناك عنجهية وتعالٍ من قبل منصة الرياض. لا أعلم من رفع سقف توقعاتهم، وقال لهم بأنهم الممثل الشرعي والمعطّل الوحيد للمحادثات في جنيف، كما حدث حتى الآن. نحن نطالب بوفد واحد، بحيث ألا يكون هناك أكثرية لمنصة الرياض، وإذا أصروا على الأكثرية، فإننا نطلب أن يضمن لنا المبعوث الدولي التوافق ضمن هذا الوفد، لأنه ومن تجربتنا المرّة في الجولات السابقة، فإن وفد الرياض يعطل تحت حجج مختلفة: مرة إطلاق نار، ومرة أخرى الظروف غير جاهزة، ومرة ثالثة لا يعجبه الوفد، ومرة رابعة لن يجلس مع منصتي موسكو و القاهرة. هذه الممارسات ليست لمصلحة الشعب السوري، إذ أن آلام الشعب السوري التي يجب تخفيفها وزوالها، هي التي يجب أن تكون في رأس اهتماماتنا، وليس اللعب الصغيرة التي يعمل بها البعض.

يقول البعض: إنه في هذه المرة يبدو أن هناك تراجعاً للدور الروسي في الضغط على الأمم المتحدة بإشراك منصات أساسية كموسكو والقاهرة وآستانا أيضاً..

هذا الكلام غير دقيق نهائياً. عملياً، احتج وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قبل يومين خلال مؤتمره الصحفي، على سلوك السيد دي مستورا، وقال له: أن هناك منصات لم تدع بعد، ونحن كنا نخوض نقاشاً مريراً مع السيد دي ميستورا حول شكل دعوتنا، لأنه كان لا يريد دعوتنا كوفد منصة موسكو، بل كان يريد دعوتنا كمفاوضين، أي كشخصيات، نحن رفضنا شكل هذه الدعوة. وبعد الضغط الروسي، تراجع دي مستورا ووجه لنا الدعوة كوفد مفاوض لمنصة موسكو، وهذا ينطبق على القاهرة أيضاً. لكن مع الأسف، أضم صوتي لصوتك وصوت كل المحتجين على عدم دعوة المنصات الأخرى التي كانت مشاركة في جنيف3. لا أفهم ما الذي سيخسره دي مستورا في حال وسّع التمثيل، لأن أوسع تمثيل ممكن هو ما يضمن مشاركةً أوسع قطاعات الشعب السوري، ويؤمّن حسن تنفيذ القرارات التي تُتّخذ.

برأيك، لماذا تجاوز دي مستورا الضغوطات، واكتفى فقط بدعوة منصة موسكو والقاهرة؟

أنا أنظر إلى نصف الكأس الملآن: تجاوب دي ميستورا جزئياً مع الضغوطات التي تطالب بتمثيل كل المعارضة. منصتا موسكو والقاهرة وضعهما أفضل في هذه الجولة، لأنه جرت تسميتنا كوفد، وهذا تقدم بالنسبة لنا، وتراجع بالنسبة للسيد دي مستورا. بقي أن نكمل المشوار وأن نحضر المنصات الأخرى، وأن نمثل الأكراد الذين يلعبون دوراً عملياً وسياسياً، والمعركة مستمرة.

لكن هناك جزءاً من الأكراد يقولون: إنهم ممثلين ضمن الهيئة العليا للمفاوضات وفد الرياض..

هناك تعددية سياسية بين الأكراد. يوجد جزء ممثل، ولكن جزءاً آخر، مثل حزب الاتحاد الديمقراطي، غير ممثل، وهو يلعب على الأرض دوراً كبيراً في مواجهة «داعش»، وهذا يجب عدم تجاهله، لأنه يضر المباحثات، ويضر عملية البحث في مستقبل سورية. نحن نريد تمثيل الجميع دون استثناء، ودون إقصاء لأحد، ودون سماح لهيمنة أحد على وفد المعارضة.

نحن الآن بثلاثة وفود معترف بها رسمياً: اجتمع دي ميستورا مع وفد الرياض، واجتمع مع القاهرة على ما أعتقد، وبعد الافتتاح سيجتمع مع وفد موسكو، أي أنه يعاملهم جميعاً على قدم المساواة، على الأقل بروتوكولياً. الخطأ الأكبر لدي مستورا أنه وجه الدعوة الأولى لوفد الرياض، وطلب منه تشكيل وفد المعارضة، مع أن هذا شبه مستحيل، وفشلوا فشلاً ذريعاً في ذلك، لأنهم تجاهلوا الجميع، ولم ينجحوا في تشكيل هذا الوفد، وبدؤوا بمناورات وألاعيب ما أنزل الله بها من سلطان، كي يثبتوا أنهم الوفد الوحيد للمعارضة، وهذا غير صحيح وغير حقيقي.

هناك قوى إقليمية لا تريد إنجاح المفاوضات، وهي تعول على الحل العسكري، مع أنها تعترف بالحل السياسي لفظاً. دي مستورا رخو، وانصاع لهذه الضغوطات، وهؤلاء الذين لا يريدون الحل السياسي، يفتعلون عراقيل كالتي نراها الآن.

على ماذا الرهان عسكرياً في سورية الآن؟

الرهان على وهم، وهو قبض للريح، هناك البعض ممن كانوا يراهنون على الحل العسكري، ما زالوا يحلمون بأن تغير الإدارة الأمريكية موقفها، أو تركيا، ليرجعوا بنا إلى المربع الأول، وهذه هلوسات وكلام غير دقيق وغير ممكن، والتغيير الوطني الديمقراطي سيحدث، ويجب وقف الكارثة الإنسانية، ويجب استئصال الإرهاب.

هل توافق ميشيل كيلو بأن 2254 ضرب بجنيف عرض الحائط؟

لا أوافقه، لأن 2254 بمتنه وببنده الأول يعتمد على جنيف1. هناك من كان يفسر جنيف1 على مزاجه، وهذا التفسير لن يمشِ، بل يجب أن نجتمع نحن السوريين- معارضةً وموالاةً- بمختلف الأطياف لكي نفسر جنيف1، ما معنى فترة انتقالية؟ لنتوافق على هذا الموضوع، ولكي لا يفرض أحد تصوراته المسبقة بهذه القضية، لا النظام يحق له أن يقول أن الجسم الانتقالي هو حكومة موسعة، ولا المعارضة يحق لها أن تقول أن الجسم الانتقالي هو هيئة حكم انتقالية، هذا وذاك آراء  تبحث.

جنيف3، بجولته الرابعة، ممكن ألا يحدث اختراقاً كبيراً، لكن بمجرد دعوة وفود كوفود لأول مرة وبشكل واضح وصريح، فإن هذا تقدم بحد ذاته. الآن، يجري كلام بين الوفود ويجب أن يمارس دي مستورا ضغطه عليها من أجل تشكيل الوفد الواحد، لأن حديث وفد الرياض حول الذهاب إلى مفاوضات مباشرة هو كلام جيد، ولكن شرط تنفيذه وجود وفد واحد، نحن نريد أن نجتمع بوفد واحد ولا أقول موحد، لأنه لا يمكن توحيد البرامج، والبرنامج المشترك الوحيد لكل المجتمعين يجب أن يكون 2254.

لماذا لم يتوجه قدري جميل للمفاوضات؟

أنا أرى أن هذا يكفي. نحن- وبعد الأخذ والرد والشد والرخي، بيننا وبين دي مستورا- قام دي مستورا بخطوة في اتجاهنا، ونحن قابلناها بخطوة في مثل حجمها ومعناها الضمني، ولدينا قضايا ما زالت غير محلولة. عندما تمثل المعارضة كلها، وتصبح في وفد واحد، لا هيمنة فيه لأحد ولا إقصاء لأحد، عندها تصبح الأمور جاهزةً كي أكون ضمن الوفد

معلومات إضافية

العدد رقم:
799