عرفات: آستانا هي بروفا لجنيف على ملعب آخر
أجرت كل من فضائية «روسيا اليوم» في 29/12/2016، وإذاعة «ميلودي FM» في28/12/2016، حوارين مع الرفيق علاء عرفات عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، وأمين حزب الإرادة الشعبية، وتناول اللقاءان موقف الحزب والجبهة من عملية وقف إطلاق النار، والمؤتمر المزمع عقده في مدينة آستانا.
في بداية الحديث مع فضائية «روسيا اليوم»، توقع الرفيق عرفات التزام الجميع بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال في هذا الصدد: أن الاتفاق قد جرت صياغته من قبل ثلاثة أطراف، وهذه الأطراف لها رعاية وتأثير كبير على القوات العسكرية في مختلف الأطراف، وبما أنها متفاهمة، أرجح أن يكون الاتفاق شاملاً.
غياب واشنطن يزيد فرص النجاح
أشار عرفات، إلى: أنه في مثل هذه الظروف، من الطبيعي أن توجد عقبات وأخطاء، ولكن بالاتجاه العام، ستسير الأمور بالاتجاه المطلوب. مضيفاً: نتوقع ونأمل من جميع الأطراف، الالتزام بوقف إطلاق النار. وفيما يخص الإجراءات الرقابية، أكد عرفات أن الأطراف الراعية تحدثت عن مثل هذه الإجراءات، ولكن لم ينشر شيء حسب معلوماتي حتى الآن، ولم يعلن عنها بعد، وعلى العموم، يجب إبلاغها لأصحاب العلاقة.
وحول ما يتعلق بمخاطر فشل الاتفاق، بسبب غياب الدور الأمريكي والأوروبي، قال عرفات: على العكس تماماً، سيصمد الاتفاق تحديداً لغياب الولايات المتحدة والأوربيين، فهؤلاء كانوا وراء إفشال الاتفاقات السابقة، سواء بشكل مباشر من قبلهم، أو من خلال وكلائهم. أنا متفائل، لأن غياب الولايات المتحدة يمنح فرصة أكبر لنجاح الاتفاق، وما سيليه.
آستانا فرصة تاريخية
شدد عرفات، على ضرورة التخلص من العثرات السابقة، قائلاً: في المرحلة السابقة كانت هناك عقبات. مثلاً: في جلسة جنيف الأخيرة، كانت أهم الصعوبات تتعلق بتمثيل المعارضة، وتحديداً «الهيئة العليا للمفاوضات» ودورها التعطيلي، الذي ينبغي تجاوزه الآن، سواء كان ذلك من قبلها مباشرة، أو من قبل رعاتها، وإذا كانت ستستمر بدورها السابق يجب ألا تحضر، وإن كانت ستحضر، يجب أن يكون حضورها بطريقة لا تسمح لها بالتعطيل. مضيفاً: يجب تمثيل جميع قوى المعارضة تمثيلاً متوازناً، بحيث يسمح بالذهاب إلى عقد اتفاق حقيقي في آستانا، وهذه هي الدروس السابقة، مشيراً إلى أن الأساس في هذا المجال هو: التوافقات الدولية بدءاً من بيان جنيف1 و حتى القرار 2254 وما بينهما، ومضيفاً أن آستانا فرصة حقيقة للخروج من الأزمة، و فرصة تاريخية، ويجب أن تتكلل بالنجاح.
ورقة التعطيل
انسحبت من يد أصحابها
وفي حديثه مع إذاعة «ميلودي Fm»، تحدث عرفات عن معنى الذهاب إلى آستانا، قائلاً: أن هناك طرفاً يسمى المعارضة المسلحة، وهو موافق على الذهاب والتفاوض السياسي، وأن هناك تركيا التي كانت تقف في المعسكر الأمريكي، وقد نقلت عملياً تواجدها فيه، وإن لم نكن نريد القول بأنها قد ذهبت إلى المعسكر الآخر، إلا أنها قد خرجت من المعسكر المسؤول عن توتير الوضع في سورية، وهذان معطيان مهمان. حيث أن الولايات المتحدة كانت قد نكصت بوعودها، وأفشلت عملياً اتفاق 9 أيلول، بضربة دير الزور وما تلاها، وموضوع الهجوم على قافلة الإغاثة التي كانت ستدخل حلب. بمعنى أن الولايات المتحدة كانت تلعب بشكل واضح وعلني دوراً تعطيلياً، وكان كيري قد حكى منذ أيام في تصريح مهم جداً أن سبب عدم تنفيذ الاتفاق الروسي الأميركي، هو: الانقسام في الإدارة الأمريكية، وحمل وزير الدفاع، آشتون كارتر، مسؤولية ذلك دون أن يسميه باسمه، وبالتالي، فإنه يفهم على الأقل سبب واحد من أسباب الاستدارة، وبالذهاب إلى آستانا، فإن ما سيجري هو تفكيك الآلية التي بنيت لإفشال المفاوضات السياسية
تفكيكها الآن باتجاه الحل، وأن يأتي إلى هذا المؤتمر من يريدون حقاً وفعلاً حلولاً سياسية. لذلك، فإن عملية التفكيك جارية وتجري في صفوف المعارضة المسلحة، بين إرهابيين أو غير إرهابيين، ومن يريد حلاً سياسياً ومن لا يريد الحل السياسي، وبالتالي، فإن هذه الورقة قد سحبت من يد من كان يقوم باستغلالها. وثانياً: فيما يخص موضوع المعارضة السياسية، من الواضح أن في صفوف «الائتلاف» إرباكاً شديداً، ويبدو لي أنه ذاهب إلى انهيارات. وكذلك هو الحال في «الهيئة العليا للمفاوضات».
بلا واشنطن..
اعتبر عرفات، أن آستانا هي بروفا لجنيف على غير ملعب، لأن مشكلة ملعب جنيف تحت رعاية وإشراف الأمم المتحدة، وأن قرارات الأمم المتحدة في الأخير، هي محصلة أو تخضع لتجاذبات إقليمية ودولية. أما في آستانا فلا يوجد شيء من هذا القبيل، بل فيها الأطراف الفاعلة، وأصحاب العلاقة ولا وجود للطرف الأمريكي.
الطرف الأمريكي، كان يدير الأمور بالوكالة. عبر السعودية أو قطر أو تركية، واليوم بدأت هذه الدول، وخاصة الأتراك، تعمل لحسابها، وبهذا الموضوع، الامريكي يعاني من مصاعب وتهتك،( بطريقة هذه الادارة) نظراً إلى أنه لا يوجد ما هو أسهل على الأمريكي من التخلي عن حلفائه. بالتالي، فإن الدور الأمريكي بهذا المعنى قد انخفض. وفي الحقيقة، فإنه اليوم في الأزمة السورية يجري تخطي الأمريكيين.
جنيف سينعقد تحت الضغط
أما عن جولة جنيف الجديدة التي أعلن المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أنها ستجري في الثامن من شهر شباط المقبل، أكد عرفات: هنا، تتعلق القصة بأن الطرف الروسي كان يطلب مراراً من ديمستورا أن يبدأ الدعوة لجولة مفاوضات جديدة، لكنه كان يمتنع عن ذلك بحجة التوافق الروسي- الأميركي، يعني أنك كمبعوث دولي فإن عملك هو أن تدعي لمفاوضات لا انتظار التوافق الروسي- الأميركي، فلو لم يحدث هذا التوافق، سيكون معنى ذلك هو التأخير والمماطلة، وبالتالي، الخضوع عملياً لوجهة نظر الأميركي الذي كان يريد أن يماطل. وقد جاءت مبادرة آستانا ووضعت الأمم المتحدة، ووضعت الولايات المتحدة في خانة اليك، فهو عملياً يعلن عن جولة الثامن من شباط، هل هذا تحت الضغط؟ نعم تحت الضغط. كل «الجنيفات» عقدت تحت الضغط، ولا واحد منهم عقد بدون ضغط.
الولايات المتحدة كانت طوال الوقت واقعة تحت الضغط الروسي. وهنا، دعني أتحدث في قضية أوضحناها على هذا المنبر، هي أن ميزان القوى الدولي يتغير وهذا الميزان يتغير خلافاً للمصلحة الأمريكية، «الأمريكان» يتراجعون وحلفاء الأمريكان يتراجعون.. والدلائل العسكرية والاقتصادية والسياسية أصبحت واضحة وظاهرة للعيان، لكن طوال الوقت يوجد أحد لا يصدّق حتى يرى بعينه أحداثاً كبرى.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 791