ثباتُ التوازن الدولي... وقلقُ الداخلي؟

ثباتُ التوازن الدولي... وقلقُ الداخلي؟

كان الحديث عن التوازن الدولي الجديد حتى قبل سنتين من الآن، ينطوي على شيء من المغامرة،  فكان صاحب مثل هذه الرؤية متهم بأنه «طوباوي، حالم، أيديولوجي... يحن إلى الماضي»، وغير ذلك من النعوت، التي «أتحفتنا» بها النخب السياسية التقليدية بترديدها.

 

ولكن الوقائع عنيدة – كما يقال- وأقنعت بالملموس، من ظل ينكرها ويتجاهلها، وباتت أمراً مسلماً به، فلم يعد أحد قادراً على إنكار، أن وزن المركز الرأسمالي الأمريكي والغربي عموماً يتراجع، لا بل يمكن إزاحته من صدارة المشهد، وأن هناك قوى دولية، يتصاعد دورها، لا بل تأكد أيضاً! إن ثنائية التراجع – التقدم  عملية مستمرة، وتراكمية، وستتمخض حكماً عن تحوّل نوعي، على النطاق العالمي، وداخل كل بلد.

لاشك أن العملية معقدة، ولن تجري وفق خط مستقيم، وستتخللها، تراجعات، واختراقات هنا وهناك، لا توافق الاتجاه العام، كَسِمةٍ ملازمة لأية مرحلة انتقالية، ولكن الاتجاه بات ثابتاً لا رجعة عنه.

ربما يكون من الضروري سورياً، الوقوف على مسألة توافق التوازن الداخلي، مع توازن القوى الدولي الجديد، أي مدى فهم قوى الصراع في النظام والمعارضة، لهذا التوازن، ومدى تطابق رؤاهم مع اتجاهه الأساسي؟

إن الاصطفاف مع  الطرف الصاعد اليوم، يعني؟

موقف واضح من الحل السياسي، باعتباره جزءاً من الحرب الجدية على الإرهاب، وبما يعنيه حكماً من تنازلات متبادلة.

موقف واضح ضد الإرهاب، باعتباره ضرورة للحل.

ماذا يعني ذلك بالملموس بالنسبة للأزمة السورية، ولأطراف الصراع في سورية؟ يعني ببساطة إعادة الاعتبار لدور العامل الداخلي، أي دور الشعب السوري، وقواه الحية، لأنه يعني وضع الملفات كلها على طاولة المفاوضات، يعني منع احتكارها، لا من قبل النظام تحت راية الحرب على الإرهاب، وردّ المؤامرة، ولا احتكارها من قبل بعض المعارضة تحت راية الانتقام للدم السوري، أو أية حجة أخرى، وبعبارة أخرى، يعني: كسر حلقة الانقسام المشوه « موالاة – معارضة» أي استقطاب سياسي جديد وحقيقي، حول جملة القضايا الوطنية، والاقتصادية الاجتماعية، والديمقراطية، وتفعيل دور القوى الشعبية، بما يبلور ذلك الوزن الداخلي المتوافق مع التوازن الدولي الجديد، كخيار ثابت

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
790