تلويح بالتهديدات.. وخلافات جوهرية في اجتماع الدوحة.. وحرب أهلية جديدة تلوح في أفغانستان

مع ازدياد حدة الممارسات الإجرامية العنصرية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في الأراضي العربية المحتلة عادت دبلوماسية المكوك الأوربية لتقول إنها تريد التحول من مجرد ممول لما يسمى عملية السلام في الشرق الأوسط إلى صاحب دور سياسي اقتصادي بارز في تحقيقها إلى جانب الولايات المتحدة التي لا تزال منشغلة في تحريك وسائلها العسكرية ضد أفغانستان والمنطقة المحيطة بها ضمن ما تسميه حملتها الدولية على الإرهاب...

محاولات التهويش الابتزازية الاستفزازية..
وفي هذا السياق تتواصل محاولة التهويش الابتزازية الاستفزازية بحق سورية ولبنان بهدف محاولة إضعاف تمسكهما بمبادئ الشرعية الدولية وقراراتها الخاصة بحل الصراع العربي الإسرائيلي والضغط عليهما بمختلف الوسائل للوصول إلى صيغة تسوية سلمية تخدم المصالح والمخططات الإسرائيلية الأمريكية في المنطقة العربية.

التلويح بالتهديدات
وفي هذا السياق أيضاً وعلى الرغم من وضوح الموقف السوري اللبناني وعقلانيته جاء مؤخراً قرار واشنطن إدراج حزب الله على قائمة الإرهاب وشموله بالعقوبات المالية ضمن حملة التضييق المالي الأمريكية على من تسميهم الشبكات الإرهابية، كما جاءت زيارة وفد الكونغرس الأمريكي وتلويحه بالتهديدات المبطنة أو السافرة لتنفيذ هذا القرار، ولكنها قوبلت برد سوري لبناني حازم يؤكد بأن المقاومة التي تجذرت في نفوس اللبنانيين والعرب عموماً هي حق مشروع لأن قضيتها هي تحرير أرضها من محتل خارجي أراد فرض احتلاله عليها... ولا ينسى هنا أن فرنسا، وعلى أساس اختلاف منظور مصالحها في المنطقة عن المنظور الأمريكي، أكدت من خلال رئيسها جاك شيراك أن القرار الأمريكي غير ملزم لا لسورية ولا للبنان كونه لم يبلغ أصولاً عبر الأمم المتحدة...

تصعيد أمريكي.. وابتزاز إسرائيلي
وعلى الرغم من ذلك فإن موجة التصعيد الأمريكي والابتزاز الإسرائيلي تتواصلان من خلال تصريحات كولن باول الأخيرة التي أصرت على التعامي عن اختلاف مفهوم الإرهاب عن مفهوم حق المقاومة وكذلك من خلال تصريحات مستشارة الأمن القومي الأمريكي كوندوليزا رايس التي وصلت في صفاقتها ووقاحتها إلى حد تخيير بيروت بين رأس المقاومة وحزب الله أو اقتصاد لبنان والموت فقراً..!
وإذا ما كانت الولايات المتحدة الآخذة في تورطها في المستنقع الأفغاني تحاول التفكير في مغامرة جديدة لتوسيع رقعة حربها المندرجة بحق تحت مسمى إرهاب الدولة فإن حقائق التاريخ تقول إن حزب الله نفذ بالفعل هجوماً انتحارياً استهدف قواعد قوات البحرية الأمريكية... ولكن هذه القوات كانت في بيروت في عام 1983 أي أنها كانت قوات غازية وحزب الله كما كل فصائل المقاومة الوطنية اللبنانية من مختلف التيارات اليسارية والوطنية كانوا يقاومون لتحرير أرضهم ولم ينفذوا ذلك في الولايات المتحدة مثلاً أو لم يضربوا المصالح الأمريكية في العالم...
فإذا كانت الولايات المتحدة وخلفها إسرائيل تريد الآن الانتقام من المقاومة التي دحرت العدوان الإسرائيلي عن معظم أراضي الجنوب أو تريد تطويق المواقف الوطنية في سورية ولبنان متوهمة تركيعها أو تريد تكريس الاحتلال بصيغة الأمر الواقع فإن هناك حقائق أخرى تقول إن دماء أبطال سوريين من أمثال نضال آل رشي ود. ناصر عيسى وسناء محيدلي وحميدة الطاهر وعمار أزرق وغيرهم الكثير الكثير من مدنيين وعسكريين روَّت الأراضي اللبنانية في مواجهة الغطرسة الأمريكية الإسرائيلية التي مُرغت بالوحل اللبناني الطاهر منهزمةً...

معلومات إضافية

العدد رقم:
163