ما العمل لوقف زحف البربريين والفاشيين الجدد ودحرهم؟!!
... الآن تتحقق نبوءة لوكا ش العلمية: بأنه في بلدان الاقتصاد الإمبريالي التي تبنت ونشرت اللاعقلانية ستنجب فاشستياً سيظهر هتلر بجانبه بمظهر عامل متدرب، هذه الإمبريالية الأمريكية رأس الإمبرياليات تنتج البربرية والدمار والفاشيين الجدد محاولةً الذهاب بالعالم بما فيه سكان الولايات المتحدة إلى الجحيم ومهما كان الثمن.
لقد سوقوا مقولة العالم كقرية صغيرة وهاهو يتحول إلى حفنة من القصور ومجموعة هائلة من بيوت الصفيح. قلة يقتلها البطر وتقتلها التخمة والملايين يقضون من الجوع، سوقوا المشاركة العالمية لكل الشعوب ونحن نعرف أن من لا يملك يفقد القدرة على التدخل، بل لقد تحولت مجموعات واسعة في العالم قاطبة إلى مهمشين وغير فاعلين.مشكلين بيئة ممتازة لإشعال الصراعات الدامية الأثنية والدينية. لكن ما العمل لوقف زحف البربريين والفاشيين الجدد ودحرهم.
نعم إن حركات الاعتراض العالمية على الهيمنة مهمة وحتى تكون لهذه الحركات فاعلية لا بد من تجذ ير هذا النضال، لنردد مع ماركس : نحن لا نقول للعالم كف عن النضال فكل نضالك باطل، إنما نعطيه فقط الشعار الحقيقي للنضال/رسالة ماركس إلى روغة 1843 / نعم إن شعارنا هو إما الاشتراكية أو البربرية. حتى ينتصر خيارنا لا بد من حرب مواقع طويلة وصعبة وعلى عدة مستويات ثقافية ـ اقتصادية ـ سياسية ـ وعسكرية إن لزم الأمر.
لا بد من إعادة الاعتبار للفكر الماركسي الذي يحاول الكثير من المرتدين رميه في الظل وقول كل ما يمكن من الباطل تجاهه.
لا بد من كشف زيف الشعارات المطلقة والتي تعتمد على الثنائيات نحن /هم وكشف زيف الخصوصية المزعومة وجوهرة التاريخ وجوهرة النصوص، ومن كشف أكاذيب الأصوليات الدينية وتبيان حقيقتها كوجه آخر للعولمة الإمبريالية وجزء من المشروع الرأسمالي العالمي.
لا بد من العمل الحثيث على مشروع للنهضة العربية والتحديث قوامها العلمانية والديمقراطية، لا بد من إعادة الاعتبار للعقل ومواجهة قوى ما قبل الحداثة وقوى ما بعد الحداثة وكشف زيفها وظلاميتها المشتركة.
وضمن النضالات الاقتصادية لا بد من الرد الفكري على السلع التي يروج لها أبطال الإعلان المأجورين لفكرة السوق.
1. الوقوف بحزم ضد الخصخصة، مع عدم إهمال دور القطاع الخاص في العملية الإنتاجية.
2. عدم الاعتماد على الزراعة والصناعة التصديرية وبالتالي نهب الأرض والماء والإنسان والمستقبل وارتهانهم للسوق العالمية.
3. تقوية دور الدولة التدخليّ في الاقتصاد عبر التخطيط والبرمجة المتوسطة والطويلة الأجل من أجل تنمية متكاملة.
4. عدم تخلي الدولة عن دورها الاجتماعي خاصة في التعليم والصحة والمرافق العامة.
5. العمل العربي المشترك على إنشاء أسواق مشتركة قدر المستطاع.
6. وضع ضوابط صارمة للرأسمال الأجنبي المستثمر وأن يخدم الخطة الموضوعة من قبل الدولة.
7. عدم تعويم العملة والحفاظ على سعر الصرف بيد الدولة حتى لا نكون عرضة لتدخلات المقامرين والمضاربين الدوليين وبالتالي دماراً اقتصادياً في أية لحظة وفي سياق الصراع السياسي الضاري الواجب خوضه ضد قوى العولمة عالمياً وقوى السوق محلياً.
إضافة إلى ما سبق لا بد من العمل على:
1. الديمقراطية السياسية وحرية الرأي وسيادة القانون .
2. قانون أحزاب عصري وقانون انتخاب جديد.
3. استمرار العمل على المشروع القومي العربي الديموقراطي بروافعه الحقيقية.
4. إنشاء تحالف حقيقي لليسار الديمقراطي منه والديموقراطي الماركسي.
5. التصدي الحازم للفكر الانعزالي الأثني والطائفي.
6. متضمنة كل ما سبق لا بد من نشر ثقافة المقاومة في كل الأوجه الممكنة.
أخيراً: أن هذا الجبار المهيمن الذي يعاني من نسبة تضخم فلكية والذي يعاني أزمة نقص استهلاك مستفحلة ناتجة عن نقص مدا خيل العمل وازدياد الفقر والتهميش ليس قدراً لّا يهزم بل إن هزيمته هي ضرورة الحياة.
■ د. نايف سلوم
المادة المنشورة هي الجزء الأخير من مقال مطوّل
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 229