جميل لـ«سبوتنيك»: المطلوب تنفيذ القرار 2254

جميل لـ«سبوتنيك»: المطلوب تنفيذ القرار 2254

أجرت إذاعة «سبوتنيك» يوم الثلاثاء 15/11/2016 حواراً مع د.قدري جميل أمين حزب الإرادة الشعبية، ورئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، حيث تطرق جميل في حديثه، إلى جملة قضايا تتعلق بالتطورات السياسية في الظرف الراهن، والموقف منها. 

 

وفي إجابته عن سؤال حول صحة الأنباء عن التحضير لمؤتمر دمشق الأول، قال:  «أولاً أعتقد يجري الخلط بين موضوعين، بين فكرة مؤتمر وطني عام تطرحه قوى عديدة منذ فترة طويلة، وبين فكرة مؤتمر للمعارضة الوطنية الديمقراطية، وهو موضوع مطروح مجدداً لم يطرح إلا منذ فترة قليلة، هذه الفكرة جاءت من عند هيئة التنسيق وهي في إطار التحضير، تفكير، فقط لا غير، وأعتقد أنه بنهاية المطاف من جانبنا في جبهة التغيير والتحرير وفي حزب الإرادة الشعبية، لا يمكن إلا أن نؤيد كل جهد داخلي يصب باتجاه تنفيذ القرار 2254 وإنعاش مسيرة جنيف، لأن القرار 2254 يستوجب أدوات لتنفيذه وهو القرار الدولي الوحيد الذي يكتسب شرعية ويسمح بحل الأزمة السورية، لذلك بقدر ما صبت هذه المبادرات وهذه الأفكار وهذه المحاولات في هذا الاتجاه فنحن نؤيدها، هذا يتطلب مني أن أشير إلى أنه إذا كان البعض يظن أن التطورات الأخيرة  في المشهد الأمريكي أو في المشهد السوري تعني وأد جنيف فهو مخطئ جداً، بل على العكس».

وأكد جميل مرة أخرى على ضرورة التمييز بين المؤتمر العام، ومؤتمر المعارضة، قائلاً: «أكرر للمرة الثالثة، ينبغي التفريق بين مؤتمر وطني عام، ومؤتمر للمعارضة. نحن نطالب منذ فترة بإعادة النظر بتشكيل وفد المعارضة في جنيف لأن ثلاثة وفود «مابتزبط» في قضية المفاوضات المباشرة، ونحن نطالب بمفاوضات مباشرة، وهي تتطلب وفداً واحداً، يتطلب بدوره قيام حديث بين أطراف المعارضة، لذلك فإن مؤتمراً للمعارضة هو أولوية، وهو يجب أن يسبق».

أما عن مكان عقد المؤتمر، وما إذا كان هناك أولوية لمكان ما دون الآخر، أجاب قائلاً: «مكان الانعقاد غير مهم، المهم أن يعقد هذه المؤتمر، لذلك هذه القضية لن نتوقف عندها كثيراً ولن نكون عقبة أمام ذلك».

وفي سياق رده عن سؤال حول دور الإدارة الأمريكية الجديدة، وتأثيرها على تطور الأحداث قال د.جميل «فيما يخص الإدارة الأمريكية الجديدة طبعاً لها دور في التأثير على مجرى الأحداث ولكن أرجو عدم المبالغة في هذا الدور، لأن المؤثر الحقيقي اليوم بتغير الميزان القوى هو دور القوى الصاعدة في العالم، أي روسيا وحلفاءها. هذا الدور أثبت ذاته على الأرض ليس في سورية فحسب، وإنما في القضايا العالمية المطروحة كلها. اليوم إذا كان التراجع الأمريكي العام قد تثبت، وإذا كانت الإدارة الأمريكية الجديدة ستعمل على أساس الاعتراف الضمني به، والذهاب إلى تفاهمات مع القوى الصاعدة، وعدم «تكبير الراس» كما فعلت الإدارة السابقة، والكف عن الأوهام بأنه يمكن تمرير ما يمكن تمريره من سياساتها السابقة، إذا كان هذا الأمر بهذا الشكل، فهذا أمر جيد. لذلك أنا لا أعتقد أنه يجب النظر للقضية من جانب واحد، أي إلى أن الإدارة الأمريكية تغيرت، وستأتي بسياسة جديدة. فلولا دور قوى السلم والديمقراطية في العالم المتصاعد لما كان من الممكن أصلا لهذه الإدارة أن تجد الأرضية التي تعمل عليها اليوم».

وسأل المحاور، حول ما إذا كان لدى الجبهة، أفكار جديدة، فأوضح د.قدري: «دائماً لدينا أفكار جديدة ولكن نعلن عنها عندما يصبح الظرف مناسباً لذلك. المهم الآن تحديد الهدف، الهدف هو اجتثاث الإرهاب في سورية وإيقاف الكارثة الإنسانية وبدء عملية التغيير الوطني الديمقراطي الجذري المطلوب، هذه ثلاث عمليات يجب أن تسير كتفاً لكتف بشكل متوازي»، مشدداً على أن المطلوب في ظل هذه الظروف هو «تنفيذ قرار مجلس الأمن، المفتاح هو قرار مجلس الأمن 2254».

وحول ما إذا كان يكفي تنفيذ القرار المذكور، أكد قائلاً: «نعم يكفي، وهو عبارة عن خارطة طريق كاملة، والدليل أنه يكفي أن القوى الغربية كلها انسحبت منه، ولم تعد تتحدث عنه، وعملياً تعرقله، وقوى عديدة من المعارضة المتطرفة لا تريده. وهذا يؤكد أن هذا القرار هو مفتاح، وهذا الاتجاه يجب تثبيته. أما الأداة لتنفيذ هذا القرار فهو جنيف. كل شيء يحصل في دمشق هو شيء جيد، ولكنه لا يلغي جنيف وإنما يجب أن يؤكده، وأن يفتح الطريق له ويسهله».

وجواباً عن سؤال عن وجود مطلب بالعودة إلى جنيف 2012 أكد د. قدري جميل: «ماذا يعني مطلب؟ هذا قرار دولي ومطلوب تنفيذه».