دفاتر ماركسية» في ندوة» «الماركسية اليوم»
تحضيراً لانطلاقة مجلة «دفاتر ماركسية».. عقدت مساء يوم السبت 5/7/2003 ندوة تحت عنوان «الماركسية اليوم».... وقد حضر الندوة كل من الأستاذ الباحث سلامة كيلة ود. نايف سلوم، والأستاذ نذير جزماتي والرفيق د. قدري جميل..
دار أعمال الندوة الباحث سلامة كيلة، حيث افتتحها بمقدمة كمدخل للحوار قائلاً:
تتأتى قيمة هذا الموضوع، من أن البحث في وضع الماركسية اليوم، يأتي في ظل متغير يجعل المناقشة تتجاوز كثيراً ماكان يمكن أن يناقش قبل انهيار المنظومة الاشتراكية، حيث أن الانهيار أفضى إلى حالة من التشكيك العام، أو التشكيك في أفكار (وكذلك أشخاص) كانت (كانوا) من المقدسات.
وأضاف: أعتقد بأن النظر النقدي للماركسية أمر ضروري في كل الأحوال، وهو أساس ثابت فيها.. وتوصل إلى التساؤل: أية ماركسية هي التي وضعت محل مساءلة منذ الانهيار؟ وأوضح ضرورة تلمس إمكانية أن يكون فارقٌ قد نشأ بين ماركسية ماركس ـ أنجلز ولينين والماركسية التي عممت تحت عنوان «الماركسية ـ اللينينية».
وبعد طرحه للعديد من التساؤلات حول «الماركسية» والوعي الذي أوجد منهجية محددة والذي عممته التجربة الاشتراكية خاطئاً، قال: كيف يمكن للوعي الآن، وبعد انهيار التجربة أن ينقدها وينقد الماركسية التي عممتها... وفي ختام مداخلته طرح سؤالاً: هل نستطيع تحديد ضرورة الماركسية في الوطن العربي على ضوء كل التحولات، وأيضاً على ضوء التطور العالمي والمحلي؟!.
أما الباحث نذير جزماتي، فقد أكد أنه لايمكن الوصول إلى الهدف المنشود من هذه الندوة وغيرها، دون السعي الجدي لإلغاء الخطوط المفروضة بقوة.. وطالب بنفض الغبار عن أهم الكتب الماركسية ـ اللينينية، والرجوع للماركسية ـ اللينينية بمعناها الواسع.
وأضاف: إذا كانت النظرية الماركسية ـ اللينينية علماً، فهي مرتبطة بالعلم كباقي النظريات، كأن تجري عليها تعديلات في ضوء المكتشفات العلمية، وكأن تصاغ نظرية أخرى أكثر استناداً إلى العلم المتطور تحل محل هذه النظرية.
وفي مداخلة د. قدري جميل، أشار إلى أنه على الماركسية اليوم أن تنجز نقلات نوعية جديدة نتيجة ما تفرضه الحياة والظروف الموضوعية، وأضاف: الماركسية بالنتيجة حسب ماركس كعلم، هي وعي الضرورة، أي وعي القوانين الموضوعية، وهي مدعوة للتعامل معها، والماركسية اليوم كعلم اجتماع هي علم التحكم الواعي بالعمليات الاجتماعية، والتحكم يؤدي إلى تسريع التطور ووضعه على السكة الصحيحة...
وحول اللينينية أشار إلى أنه يجب أن لانقلل من اللينينية لأنها ليست ظاهرة روسية، بل هي نظرية تحكم، ولكن لم تنجز كل ما هو مطلوب من علم التحكم الواعي ضمن مرحلتها..
وأضاف: لقد أنجز ماركس الشيء الأساسي، وهو علم تهديم الرأسمالية، وذلك عند اكتشافه لقوانين الرأسمالية، ولينين قدم علم تهديم الرأسمالية في الظروف الجديدة إضافة لعلم الثورة الاشتراكية، وما لم يقدمه ماركس ولينين موضوعياً هو علم بناء البديل (الاشتراكية)، فقد قدموا ملامحه العامة، وليس ذلك العلم المتكامل..
وأشار إلى أن المشكلة هي في تعامل الماركسيين مع الماركسية بشكل تبسيطي، بين الصحيح المطلق والخطأ المطلق.. وهي كعلم فيها الثابت والمتغير، ومهمتنا في ظروف اليوم إيجاد الحدود بين الثابت والمتغير في إطار المنهج والقوانين والفرضيات...
وفي مداخلته، أشار د. نايف سلوم إلى المشكلات التي عانت منها الماركسية بعد تسطيحها.. واختار البدء بالوصول لتعريف (ماهي الماركسية)؟!
واعتبر د. سلوم أن التمييز بين الثابت والمتحول قد يعقد المشكلة ولايحلها.. وأكد على أهمية التفريق بين العلم الطبيعي والعلم الاجتماعي ـ التاريخي..
وأشار د. سلوم، إلى أن اللينينية قد عملت بشكل جيد على دراسة مرحلة الاحتكار والعامل المهمل (العامل الفلاحي)، وعلى الماركسيين أن يتصدوا اليوم للمرحلة الجديدة من التطور وأن يتوصلوا لاستنتاجاتهم المتعلقة بهذه المرحلة..
وأشار إلى أن التقدم بالماركسية مسألة مركبة ومتناقضة وأنه يجب رصد ليس التقدم وحده، وإنما الفشل أيضاً...
وقد اتفق الجميع على أن الحوار في هذه المسألة وما ينتج عنها سمح بالسير خطوات جادة إلى الأمام.. وأن الموضوع بحاجة إلى إغناء أكثر وحوارات وندوات مستمرة..
وستنشر أعمال الندوة في العدد (0) من مجلة «دفاتر ماركسية».