منظمة دمشق تكرّم شيوعييها القدامى

وفاءً لمن بذلوا ولم يبخلوا، وحملوا في قلوبهم وعقولهم حب الكادحين وأملهم في حياة أفضل، واحتراماً لسنوات مديدة من العمل الحزبي والجماهيري قامت منظمة العاصمة لحزبنا الشيوعي السوري بتكريم الرفاق القدامى، هؤلاء الرفاق الذين بقوا أوفياء لحزبهم المجيد يحملون على صدورهم وسام الانتماء للعمال والفلاحين، للكادحين بسواعدهم وأدمغتهم.

ففي مساء يوم الخميس 29 آذار وفي حفل متميز كرمت اللجنة المنطقية لمنظمة دمشق خمسين رفيقاً ممن مضى على انتسابهم للحزب أكثر من أربعين عاماً حافلة بالعمل والنضال.

افتتح الاحتفال بكلمة الرفيق ستيركو ميقري عضو اللجنة المنطقية عريف الاحتفال رحب من خلالها بالحضور ثم أعطيت الكلمة إلى الرفيق يوسف شيخو ليتحدث باسم الشيوعيين القدماء، فقيّم بالتقدير مبادرة اللجنة المنطقية بالتكريم وقال:

يسعدني كل السعادة أن أقف بينكم أتحدث إليكم أيها الأعزاء، وصدري يمتلئ اعتزازاً بكم فأنتم رفاق الدرب المجيد الذي سرنا عليه منذ أكثر من نصف قرن..

وأضاف: إننا نعلن باسمكم أيها الرفاق أننا مع الحزب وسياسته المبدئية الصائبة التي ندعو دائماً وأبداً إلى وضعها موضع التنفيذ الفعلي وتجسيدها في واقع الحياة لنقطع الطريق على كل انتهازي ووصولي. وقال: إن من أهم صفات الشيوعي الصدق والإخلاص والعمل الشريف وحبه للناس، وأن يكون محترماً من أهله ومحيطه ورفاقه ومن افتقد هذه الصفات لا يمكن أن يكون شيوعياً مهما زاود وناور ومهما نافق وادعى..

 واختتم كلمته بالقول: رغم ردات الطغاة والغيلان ورغم نيوب الغدر وتكالب الرأسمالية المتوحشة فالغد السعيد هو حتماً غد الكادحين الشرفاء والطريق إليه وعر وشائك ولكنه الطريق الوحيد للخلاص وبعزيمة الشعوب التي نهضت من جديد ستستمر ملاحم النضال إلى أن ينهار عالم العبودية والنهب.

كلمة الرفيق محسن أيوبي

ثم ألقى الرفيق محسن أيوبي أمين اللجنة المنطقية لمنظمة دمشق كلمة المنظمة، جاء فيها:

نرحب بكم جميعاً باسم اللجنة المنطقية لمنظمة الحزب الشيوعي في مدينة دمشق.

نرحب بالشيوعيين القدماء جيل الأربعينات والخمسينات وما بعدها الذين ناضلوا ضد المستعمرين الفرنسيين من أجل الجلاء وضد الديكتاتوريات وجميع المشاريع الاستعمارية المشبوهة، وضد الصهيونية ومخططاتها وعدوانها المستمر، والذين ناضلوا من أجل مصالح العمال والفلاحين والجماهير الشعبية الكادحة من أجل حياة أفضل، وفي سبيل الديمقراطية، الذين كرسوا جزءاً كبيراً من حياتهم ومن وقتهم في سبيل قضية الحزب والوطن من أجل أن تبقى سورية حرة مستقلة منيعة، وهي كذلك رغم جميع المؤامرات والدسائس والمشاريع المشبوهة والسياسات المبيتة وسوف نناضل جميعاً للحفاظ على السياسة الوطنية التي تسير عليها بلادنا.

إن رفاقنا وشعبنا لن ينسوا تضحيات الشيوعيين وجميع الوطنيين، وما قدمتموه لن ينسى وسوف يبقى منارة ودرباً للأجيال اللاحقة. كذلك نرحب بالرفاق والأصدقاء الشباب والأكثر شباباً الذين ناضلوا ومازالوا من أجل نفس الأهداف أو معظمها. نعتقد أن المبادئ والقيم التي حملناها وعملنا على نشرها مازالت حية، وسوف تنتصر في نهاية الأمر رغم الهزائم والنكسات التي ألمت بها ولتعود من جديد بشكل خلاق مستفيدة من جميع الأخطاء التي وقعت، ومن لا يريد أن يستفيد من تجارب ودروس الماضي بإيجابياته وسلبياته سوف يدفع الثمن غالياً، والمشكلة أنه سوف يدفعه هو وغيره.

لقد كتب بعض الشيوعيين الألمان على قاعدة تمثال ماركس بعد الانهيار ما معناه: نعتذر ونأسف لما جرى وفي المرة القادمة سوف نكون أحسن.

إن عدونا الطبقي الآن وفي كل مكان أكثر شراسة ووقاحة وهو أكثر وأكبر إمكانية، وهذا يستدعي من جميع الشيوعيين ومن جميع الثوريين في العالم فهما أكثر وتمثلاً أوسع للنظرية وللواقع في حركته وتطوره. وبوادر ذلك موجودة في كل مكان حتى في عقر دار الإمبريالية الأمريكية، ولكنه يحتاج إلى تنظيم أفضل وفعالية أكبر...

وأضاف: إن السياسة الوطنية التي تسير عليها سورية سوف تكون أقوى وأمتن بتلبية مطالب الجماهير الشعبية الكادحة، وخاصة قضية ربط الأجور بالأسعار وإعادة النظر بالحد الأدنى للأجور ليتناسب مع ارتفاع تكاليف المعيشة التي ترتفع باستمرار، ولم يعد مقبولاً ولا معقولاً هذا التدني في أجور العاملين بأجر في الوقت الذي تقوم به البرجوازية البيروقراطية والطفيلية بنهب الدولة والشعب معاً وتكديس ثروات هائلة على حساب لقمة الجماهير الشعبية وعلى حساب القاعدة الاقتصادية الموجودة التي يجري تخريبها باستمرار من أجل إنهائها، إنهاء القطاع العام ومؤسساته. والقوى الرجعية صعدت من هجومها، وصدرت عدة مراسيم وقرارات تخدم مصالحها سواء فيما يتعلق بسوق الأسهم أو الشركات القابضة أو المصارف الخاصة، وتحت حجة الإصلاح الاقتصادي وإعادة هيكلة الاقتصاد الوطني. إن الإصلاح الاقتصادي الحقيقي ممكن بتطوير التشريعات والقوانين والإدارة والضرائب وغيرها ليكون القطاع العام إلى جانب القطاعات الاقتصادية المنتجة الأخرى قطاعاً هاماً يساهم في عملية التنمية والإنتاج.

إن الظروف التي تعيشها بلادنا تحتاج إلى جهود جميع القوى التقدمية والوطنية للوقوف في وجه المخططات الأمريكية والإسرائيلية والرجعية التي تحاول جعل جميع البلدان النامية والمتخلفة أكثر تخلفاً.

تحية إلى جميع الشيوعيين القدماء والجدد ونحن نحتفل هذه الأيام بذكرى الجلاء وعيد ميلاد لينين. تحية إلى الطبقة العاملة السورية. تحية إلى شعبنا بكل قواه الوطنية والتقدمية. تحية حارة إلى الانتفاضة الباسلة التي مر على اندلاعها أكثر من 6 أشهر وما زالت تقاوم آلة الحرب العدوانية ومخططاتها التوسعية والاستيطانية. تحية إلى جميع الشهداء والجرحى والمناضلين في الأراضي المحتلة ولنضالهم البطولي

وقد شارك الرفيق الشاعر محمد علي طه بقصيدة عبرت عن نضال حزبنا وتاريخه الحافل وأشادت بالرفاق القدامى الذين جسدوا مقولة: الثبات على المبدأ والنزاهة في خدمة الشعب. وأكد أنه لا يمكن لكائن من كان أن يشطب نضال الرفاق وتاريخهم، ومما جاء في القصيدة عن الحزب:

ويمضي الركب واثقة خطاه

 أَمامٌ دربُنا بئس الوراء

يشرفنا نضال الحزب أدرى

 به أعداؤنا والأصدقاء

به الشرفاء يجتازون ساحاً

 أشاد مدارجها البذل العطاء

وما نرضى سواك يقود ركبا

 وما إلا إليك الانتماء

نطالع فيك صنديداً عنيداً

 فأنت برغم أنفهمُ الرجاء

شيوعيين ما زلنا ونبقى

 على عهد الكفاح هو البقاء

ثم جرى تكريم الرفاق القدامى حيث قدم الرفيق أمين اللجنة المنطقية شهادات التكريم وهدايا رمزية والتقطت صور تذكارية.

وفي ختام الاحتفال ألقى الشيوعي المزمن عبد المعين الملوحي كلمة مؤثرة..

تميز الاحتفال بضمه أجيالاً متتابعة من الشيوعيين القدامى والرجال والشباب والبراعم.