(16) شاباً يعلنون الإضراب المفتوح عن الطعام صرخة.. بوجه الصمت!!

أن يكون الطاغية، طاغية... وأن يتلذذ الجزار بإمعانه في القتل والتدمير.. ذلك من طبيعة المجرمين... لكن.. أن يقف العالم صامتاً أمام المجازر الوحشية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الباسل في نضاله ضد المحتلين الصهاينة.. وأن يغدو مشهد الطفل القتيل والأمهات المفجوعات حدثاً يومياً تتناقله وسائل الإعلام كأي خبر رياضي أو عرض أزياء.. أو دعاية «علكة».. دون أن تحرك ساكناً في الرأي العام العالمي.. فتلك مأساة يعجز العقل البشري عن تقبلها..

صرخة تضامن..

هي الصرخة.. التضامن، مع من يقع الموت عليهم في أي لحظة ضمن حملة إرهاب منظم يقوده كيان الاحتلال الصهيوني، تتوجه تلك الصرخة لآذان من يفترض أن يدافعوا عن حق الشعوب والأطفال في العيش الآمن...

 عشرون شاباً وجهوا هذه «الصرخة» عبر إضرابهم المفتوح عن الطعام في مبنى الأمم المتحدة بدمشق من أجل مطالبتهم حماية الأطفال الفلسطينيين والإفراج عن المعونات المادية والصحية التي تحتجزها قوات الاحتلال الصهيوني.. علّ وعسى أن يصدر الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة قراراً بإدانة تلك الممارسات وفك الحصار عن تلك المعونات..

عشرون شاباً ابتدأوا إضرابهم عن الطعام منذ صبيحة يوم الثلاثاء في 4/9/2001 ضمن سور الأمم المتحدة... وعشرات الشباب والشابات افترشوا رصيف المبنى تضامناً مع المضربين وذلك على مدار الساعة .. وهم ينشدون الأغاني الوطنية والحماسية بعد أن ضاق عليهم فراشهم وأرواحهم...

وقد أصدر المضربون بياناً تحت عنوان: (أعطوا أطفالنا فرصة للحياة)، لخصوا به مطالبهم..

بيان تضامني

كما صدر بيان تضامني مع المضربين عن الطعام أمام مقر هيئة الأمم المتحدة بدمشق،جاء فيه:

.. بعزيمة لا تلين تطرق الانتفاضة أبواب عامها الثاني معلنة للعالم أجمع بأنها أقوى من كل أدوات القتل والدمار الأمريكية الصهيونية. وأنها ثورة مستمرة حتى دحر الاحتلال الصهيوني وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

وإذا كانت ثقتنا بانتفاضة أهلنا في فلسطين وبقدراتها على الصمود عظيمة فلا يجب أن تبقينا على حالة الاستكانة والاسترخاء، وإذا كنا خبرنا مؤتمرات القمم العربية والإسلامية وغياب مصداقيتها. فماذا ننتظر... أما آن الأوان لكسر حاجز الصمت والعجز والوقوف إلى جانب شعبنا في فلسطين. فهو بحاجة ماسة إلى دعمنا المادي والمعنوي وعدم تركه وحيداً في معركة الإبادة الجماعية التي لم يسلم منها حتى الأطفال والمقدسات.

إن هذا العالم يقع تحت سيطرة قوى تفتقر إلى العقل والقلب، وتقف عارية من الإنسانية والعدالة والحق، ومرتدية ثياب الغطرسة والعنصرية، ويصير صراخ الضحايا البشرية المساقة إلى المذابح مصدر إزعاج وتخلف وإرهاب. ويحشد القاتل رأياً عاماً لوقف هذا الصراخ ويوحد الصف الأمريكي الأوروبي ضد المساواة بين الصهيونية والعنصرية. مما يؤكد على إزالة كل لبس بالمشاركة الأمريكية بجرائم الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وإنها لا يمكن أن تكون إلا مع مشروعها الصهيوني الهادف إلى السيطرة على شعوبنا العربية وثرواتنا الاستراتيجية الضخمة، ومنعنا من التحرر والوحدة وتحقيق السيادة الوطنية وتقرير المصير.

إن الهيمنة الأمريكية على مؤسسات الشرعية الدولية أفقدتها مصداقيتها تجاه شعوب العالم وحولتها أداة بيد أمريكا. فحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني هي عدوان على الإرادة الدولية بوصفه تجاوزاً لكل المواثيق والقوانين والقرارات والشرائع الدولية.

وأضاف البيان: كما نعلن تضامننا مع أهلنا في فلسطين المحتلة، وندعو جماهير الأمة العربية للخروج من حالة الصمت والعودة إلى حالة الغليان التي ظهرت في بداية الانتفاضة، ونهيب بالأمة الإسلامية ألا تفرط بالمقدسات الإسلامية. وننظر إلى هذا الإضراب المفتوح أنه شكل نضالي سيضع هيئة الأمم المتحدة وأمينها العام على المحك، بل أنه فرصة للكشف عن مصداقية الهيئة وأمينها العام.

وقد وقّع البيان كل من:

ـ لجان الأرض للدفاع عن حق العودة ودعم الانتفاضة

ـ اللجنة الطلابية لدعم الانتفاضة

ـ مجموعة عائدون/ مخيم اليرموك/ مخيم خان الشيخ

ـ رابطة العودة الفلسطينية

ـ لجنة الأطباء والصيادلة الفلسطينيين لدعم الانتفاضة

ـ لجان دعم وإسناد الانتفاضة/ خان الشيح

ـ اللجان الوطنية الفلسطينية المستقلة/ خان الشيح

ـ اتحاد شباب فلسطين /خان الشيح

ـ اللجنة الوطنية لمقاطعة البضائع والمصالح الأمريكية في سوريا

ـ المنتدى الثقافي الديمقراطي الفلسطيني

ـ منتدى غسان كنفاني

ـ رابطة المثقفين الوطنيين الفلسطينيين

ـ ملتقى العودة الفلسطيني

ـ اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري في دمشق

ـ منظمة دمشق للشباب في الحزب الشيوعي السوري

ـ اللجنة الأهلية المستقلة لدعم الانتفاضة

ـ منتدى الاستقلال الفلسطيني

ـ اللجان الشعبية الوطنية لمقاطعة البضائع والمصالح الأمريكية في حمص

ـ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

ـ مجموعة عائدون

ـ منتدى القدس الثقافي

ـ مكتب الإحصاء الفلسطيني

 

«قاسيون» تعلن تضامنها مع المطالب الإنسانية العادلة للمضربين عن الطعام، وتشد على أياديهم.. فهل يتحرك ما بقي من ضمير عالمي؟؟!!...