إطلاق الحوارالعام من أجل وحدة الشيوعيين السوريين المرجعية الفكرية وهوية الشيوعيين

نتحدث عن تحديد المرجعية الفكرية وأهميتها في تحديد هوية الشيوعيين، لاجدل في أن البحث في ماهية ومحتوى الماركسية اللينينية عمل لايخلو من المشقة والصعوبة نظراً لتميز طبيعة المادة من حيث جدليتها وتشعب موضوعاتها وتنوعها وتفرعها ومن ثم تجددها.

والخوض في الماركسية اللينينية يعني الخوض في مجموعة من العلوم الاجتماعية كالاقتصاد والسياسة والقانون.

وأنا أرى أن الوقت حان لإعادة القراءة ولكن باعتبارات جديدة أهمها أن هذه النصوص ليست جامدة ولم تخلق بحالة ثبات بل هي على النقيض من ذلك أتت لخدمة مجتمع متحرك وديناميكي. تقع على عاتق أفراده مهام جسيمة ومسؤوليات ضخمة يجب إنجازها بكل كفاءة وبكل مهارة.

في الوقت الحاضر تتزايد مكانة العلوم الاقتصادية في منظومة العلوم الاجتماعية وتكتسب المعرفة الاقتصادية أهمية متزايدة في نطاق المعارف العلمية وأصبحت العلاقات الاقتصادية أكثر تعقيداً وترابطاً وبالتالي برهنت الماركسية من جديد على مكانتها العلمية والتطبيقية التي احتلتها سابقاً وتحتلها اليوم.

إن كل ما أنجزه الفكر الإنساني من تقدم ملموس في مجال العلوم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية واتساع بعده في ذلك. يقف أمام الماركسية فهي مازالت أوسع من غيرها على أن نربطها بالممارسة الحياتية أي أن نفهمها ونطورها بما يخدم واقعنا. وهذا يتطلب تطوير المعرفة العلمية.و طرائق البحث العلمي. لإدراك كل ماتفرزه الحياة الاجتماعية والاقتصادية من علاقات وظواهر جديدة.

أي علينا الارتقاء بمستوى فهمنا للنصوص إلى مستوى إدراك طبيعة وجوهر القوانين والعلاقات والظواهر فلم يعد من المقبول أن لانقرأ المماركسية قراءة علمية وواعية تمكننا من فهم عملية البناء الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. ولم يعد من الممكن أن يرضخ الجميع ونحن في عصر الثورة العلمية والتقنية لمشيئة الفعل المحدود لجمود النصوص الفكرية.

وعلى الرغم من أننا لم نستفد بعد من كافة إمكانيات النصوص الماركسية لأجل تحقيق أهدافنا في التقدم والتطور الحضاري إلا أن أهم ما يميز المرحلة الحالية وخاصة في مجتمعنا النامي هو طرح إعادة القراءة والتطوير والمحاولات الدؤوبة للاستفادة من النظرية بغية استخدامها في التطبيق والممارسة العملية.

إن تحويل المجتمع إلى قوة منتجة لها مكانة خاصة يتطلب اعتماد الماركسية اللينينية وتطبيقها كأسلوب أساسي ومنهجي متطور له دور هام وفعال وأساسي في قيادة المجتمع وتحديد آفاق التطور المقبل. 

فلم يعد باستطاعة أحد إنكار أو الابتعاد أو التخلي عن أساليب التخطيط والبرمجة الاقتصادية والتي تتفوق بها الماركسية اللينينية على ماعداها من علوم الاجتماع.

إن علم الماركسية اللينينية من أهم العلوم الاقتصادية والسياسية على الإطلاق وفي المرحلة الماضية وبعد الحرب العالمية الثانية بصورة خاصة اثبت هذا العلم وجوده واتسع انتشاره وزاد تخصصه وتشعبه في مختلف اوجه حياة الشعوب وفي هذه المرحلة التي تشهد فيه المعارف العلمية والنظريات الفكرية تطوراً هائلاً وفي الوقت الذي تتزايد فيه فروع التخصص العلمي تبرز الحاجة إلى تحقيق التكامل بين النص والواقع بشكل يخدم معرفتنا العلمية والاجتماعية، حيث أن المعرفة وعلى الصعيد الفكري ليست بكافية لفهم الظواهر الطبيعية والاجتماعية المترابطة وأضحت شمولية المعرفة والتطور أمراً لاغنى عنه لمسايرة التقدم العلمي.

يبقى ماذكرت محاولة متواضعة لايمكن لها أن تحيط بكل الأهمية العلمية وفي كافة المجالات الماركسية اللينينية ولكن ما آمله أن يشكل ذلك بالنسبة لكم خطوة على الطريق الطويل لتطويرها والاستفادة منها وللسير على طريق الوحدة.

 

■ درعا ـ مريم بشارة