تشكيل لجنة تنسيق للشيوعيين السوريين في محافظة طرطوس
يتعرض وطننا الحبيب اليوم لأبشع أنواع الضغوط من قبل التحالف الإمبريالي الأمريكي ـ الصهيوني والتي وصلت إلى حد التلويح بالعدوان العسكري المباشر بهدف تثبيت وتحقيق المخطط الأمريكي ـ الصهيوني لإركاع المنطقة بكاملها، وهو ماتبدو حلقاته الأولى في فلسطين والعراق نموذجاً.
والسؤال المشروع الذي يطرح نفسه: مادورنا كشيوعيين؟
إن التحليل العميق للظروف الموضوعية والذاتية يؤكد انسداد الأفق التاريخي للإمبريالية العالمية والتي لم يعدبوسعها الخروج من أزمتها المستعصية إلا بحرب عالمية بدأت بشنها على كافة شعوب العالم دون استثناء. وهنا تبرز المهمة الملحة أمام كل قوى الخير والمحبة والسلام في العالم لأخذ زمام المبادرة والاستعداد لمواجهة الخطر الداهم وخوض المعركة الفاصلة ضد قوى العولمة المتوحشة.
إن إدراكنا لاختلال ميزان القوى لصالح العملية الثورية العالمية يحتم علينا نحن الشيوعيين تنظيم أنفسنا ورص صفوفنا في حزب شيوعي واحد من طراز جديد، قادر على استعادة دوره السياسي ومؤهل للقيام بواجبه الوطني و الأممي، واضعاً نصب عينيه أن الماركسية ـ اللينينية هي فلسفة للتغيير لا للتبرير وأن الحزب بالمفهوم اللينيني هو : «أداة واعية للتحكم بالعمليات الاجتماعية»، مع الأخذ بعين الاعتبار دقة التمييز بين التناقضات الرئيسية والتناقضات الثانوية.
إننا نحن الشيوعيين في محافظة طرطوس، تداعينا من فصائل مختلفة وتوصلنا بالحوار الرفاقي المبدئي والجاد إلى استنتاج مفاده: إن الانقسامات المتتالية قد أضعفت الحزب وأبعدته عن الجماهير مما أدى إلى فقدان الثقة به وبدوره، مما أثر لاحقاً وأوجد هوة عميقة بين القيادات والقواعد في كل فصيل، كون القواعد أكثر التصاقاً وتحسساً لنبض الجماهير.
وتم التوافق على تشكيل لجنة تنسيق تكون لبنة أساسية من لبنات بناء الوحدة من تحت إلى فوق للوصول إلى الحزب الواحد المنشود القادر على إعادة السياسة إلى الحزب والحزب إلى جماهيره والعودة بهذه الجماهير إلى الشارع للسير مع باقي فئات شعبنا وقواه الوطنية والتقدمية نحو وحدة وطنية متلاحمة هي حجر الأساس لمواجهة أي عدوان محتمل، وللذود عن كرامةالوطن والمواطن.
الظروف مؤاتية والفرصة سانحة، علينا جميعاً التقاط هذه اللحظة التاريخية. دعوتنا وصدورنا مفتوحة إلى كل الرفاق الذين يعز عليهم مصير حزبهم ووطنهم.
بوحدتنا سننتصر.
طرطوس ـ 23/4/2003