الفصيح.. كلوا الهواء ايها السادة. أكلناه...

البورجوازية السورية الفصيحة ، مشغولة بصعود وانخفاض الدولار، وهبوط وصعود البورصة، فكلما بورصت في واشنطن سال لعابها في الطبالة ، وكلما اهتز الدولار اهتزت خصورها واوراكها، والطبل هناك فيما الدبيكة هنا.

الدبيكة هنا. والعرس وراء البحار، ووراء البحار كان ذات يوم رجل يسمونه روتشيلد، وروتشيلد هذا من الرجال الذين يعرفون وعرفوا كيف يأكلون بيضة العالم وقشرته ولكنه ونعني روتشيلد لم يصنع الكاديلاك ليشفط بها في حي القصور أمام فاتنات الروك اندرول السوري، وانما صممها وصنعها واطلقها ليطلق مع اطلاقتها معمارية شارع جديد ومدينة جديدة فوسع العالم شوارعه وفقا لاتساعها وكنا من المحظوظين في توسيع شوارعنا وتضييق رؤوسنا وأجسادنا حتى كدنا نصبح حشرات طائرة وراء مقود سيارته حتى غزانا الالمان وركبنا أشباحهم فصرنا حشرات طائرة من نمرة مرسيدس.

صديقنا العالم السوري، معن كعدان وهو ينتمي الى فئة الطفرانين المفلسين من أبناء البلد الذين تنام البلد على ذراعهم حين ينام، لاصلة له بالبورصة بدءا من البيك الأول في الحريقة السورية، وصولا الى البيك الأخير في مبنى التجارة العالمي في واشنطن، صديقنا اياه سهى عن البورصة وانخفاض وارتفاع الدولار والاسترليني وانشغل بالبيوغاز باعتباره الطاقة البديلة في عالم طق من احتكار الثروة والطاقة وباتت طاقاته مسخرة لقصف بن لادن باعتباره الارهابي الأخير في العالم الأول، وذهب في رحلة البيوغاز والبيوغاز في واحدة من مفرداته هو استثمار الحمار الوطني لانتاج الطاقة الوطنية ذلك أن روث البقر الذي لم يستخدم مرة للمغازلة(لا أحد يقول لحبيبته ياروثتي الجميلة) يمكن أن يكون أحد مصادر الطاقة حين يوضع في خزانات محكمة ليطلق الميتان باعتباره الغاز النظيف الذي يتحول الى نار متقدة تفيد بدءا من التدفئة وصولا الى الاستخدامات المنزلية مرورا بالاستغناء عن سادكوب التي توزع فيما توزع اسطوانات غاز ان لم تنفجر فجرتنا غيظا، ومعن كعدن اياه التقط فيما التقط الهواء باعتباره قابلا للأكل، وباعتبار الشتيمة المستخدمة في بلادنا على صلة به، فقال لنا ان اكل الهواء ليس شتيمة وإنما تعبير عن طاقة متجددة راسمالها توربينة هوائية مربوطة لمولدة تنتج فيما تنتج الكهرباء فتضخ الماء وتعطي الانارة وتجعلنا نتفرج على جورج قرداحي وهو يطلقنا نحو المليون.

البورجوازية السورية التي طالما انشغلت بالسيد دولار وماتت ولعاً بالسيدة بورصة لم تلتفت الى كعدان الا مؤخرا وحين التفتت اليه التفتت باعتباره البقرة الحلوب التي تحلب لها نقودا دون النظر الى توسيع الطرق العقلية التي وسعها روتشيلد في بلاده، وبعد سنوات من الاخذ والرد والكدح والكد، وبعد أن صارت توربينة معن تساوي في نتائجها توربينات الالمان واليابانيين والطليان انقضت البورجوازية العظيمة إياها على الرجل، مرة لتلغي عقله وثانية لتسرق جهده وبما انه اعند من الهواء، وقف كما العاصفة فوقفت العاصفة في وجهه فصار محجوزا عليه ولولا ماتبقى من رجاحة عقله لحجروا عليه مرة بوصفهم أصحاب مال وثانية بوصفهم أصحاب نفوذ ن فالوزير السابق في بلادنا يبقى وزيرا حتى ولو خرج من وزارته لأسباب تتصل بجيب الدولة الذي طالما اتسع الى الأيدي الكبيرة  التي تاكل فلاتشبع، وتشبع فتتقيا ثم تأكل والنتيجة إن واحدا من علمائنا عاد بخفي حنين بعد أن البسهم خفين ضخمين من رأسه الذي ابتكر فاحتكروا راسه المعطوب بجهل البورصة المحكوم على جاهلها بالتنزه بين المقابر أما جاهل الدولار فالى المقبرة ذاتها والقانون فنون، ومن لايستطيع ركب الخازوق يستطيع اللف حوله والجماعة الذين يستطيعون لف الخوازيق طالما احسنوا الالتفاف عليها، وكانت البورجوازية السورية العتيدة من بيك الحريقة الى بيوك بيت المال في نيويورك قد أخذت على عاتقها قصف رجل اعزل مفرد عار يسمونه معن كعدان كما قصفت من قبله عشرات العلماء الذين لانعرفهم وربما لم نسمع بهم، فوسعنا شوارعنا بداية على قياس روتشيلد وهانحن نوسعها على قياس بيل غيتس، وحين يتصل الامر بحالة وطنية نقصفها ونجهز عليهاإذا لم نحجز.

اقتصاديونا منشغلين بالبورصة باعتبارهاالحقيقة القادمة من وراء البحار, وعلمائنا يعرفون كيف يحولون الروث إلى طاقة كما يعرفون كيف يلتقطون روائع الهواء.ثمة من يقول لنا:
كلوا هواء أيها السادة. حسنا لو لم يكن هواء جماعة البورصة.. ذلك أن ايقاع الكلمة طالما اقترب من ايقاع كلمة على قياس الشتيمة التي تمنعنا قوانين النشر من تثبيتها فيما سيلي من كلمات.احزروا ماهي المفردة التي تأتي على وزن "برصة" في اللغة العربية شديدة الارتجاج.
احزروا ولكم جائزة المال ـ يون...
الديك            

هامش:
معن كعدان كان يمكن أن يكون اسماً افتراضياً لحالة ليست افتراضية... ولكنه اسم حقيقي لرجل حقيقي يوقفه السماسرة الآن امام المحاكم بتهمة "مخترع"!!!..