■ وجهات نظر■ شيوعيو جيرود يدعمون
اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين
الرفاق أعضاء اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين
تحيةً رفاقية وبعد :
نحن الشيوعيين في مدينة جير ود، وَجلُّنا مِمَّن كان، ذات يوم ، في عداد فصيل (فيصل) أو ممن مازالوا فيه حتى تاريخه. بعد اطلاعنا ومناقشتنا لما أعلنتم عنه، من خلال مطبوعاتكم، حول مواضيع تتناول الجوانب السلبية والحالة المؤسفة التي آلت إليها أوضاع الحزب سواء من الناحية التنظيمية وتمزقه إلى فصائل متصارعة أم من الناحية الفكرية وسيادة الشكلانية والشعارات عليها أكثر من إدراك المضامين والمفاهيم الحقيقية لها، وكذلك بعد اطلاعنا على عزمكم المتمثل بمسعاكم إلى توحيد الشيوعيين وبعث هوية الحزب الشيوعي السوري الفكرية والطبقية والسياسية من جديد وعلى عملكم من أجل إعادة الوَجه المستقل للحزب، وكذلك على إعادته لحاضنته الجماهيرية، أَجَلْ، بعد اطلاعنا على كل هذه الأهداف المبدئية والنبيلة فإننا نعلن مشاركتنا لكم والرغبة بالنضال معاً في سبيل تحقيق ذلك وباعتقادنا، لا يمكن ولا يَتسنَّى لنا إحراز النجاح في هذا إلا باعتماد المبادئ والأساليب العلمية الصحيحة، والكفيلة والضامنة قبل كل شيىء لتحقيق ما يلي:
■ الالتزام ثم الالتزام بتطبيق مواد النظام الداخلي بموضوعية وبنزاهة وليس بصورة مزاجية تُنتج الأزمة من جديد.
■ حرية الرأي وحرية النقد والانتقاد بصفتهِ طريقة في كشف وتذليل الأخطاء وكل ما يُعيق مسيرة الحزب إلى أمام، وألاَّ يكون أحداً فوقهُ.
■ احترام رأي الأقلية في الحزب بل حمايتها وإجراء الحوار الرفاقي الهادئ معها لغرض الاستفادة منها بصفتها رأياً آخر قد يحمل الصواب والخير للحزب.
■ ممارسة الأسلوب الديموقراطي، بشكل حقيقي، واعتماد معايير الكفاءة وليس معايير الولاءات الشخصية في انتقاء الكادر القيادي. لأن الانحراف عن هذا الأسلوب وفي هذا المجال على الخصوص، قد أدى في السابق، إلى فرض وتكريس قيادات على الهيئات الحزبية تمثل في الواقع (فوق) وليس (تحت)، ولِذا اتَّسمَتْ هذه القيادات، بطبيعة الحال، بالانتهازية والنفعية وبالفساد والإفساد.
أيها الرفاق...
لَمَّا كُنا نُدركُ أخطار ممارسة النهج الديكتاتوري والاستبدادي وسيادة البيروقراطية على آلية العمل الحزبي، ليس على أوضاع الحزب التنظيمية والفكرية وعلى مستقبلهِ السياسي فحسب، بل وعلى دوره الوطني في حياة البلاد أيضاً، لَمَّا كُنَّا كذلك، وبروح المسؤولية النضالية وبحثاً عن سلامة النهج وصحة الممارسة، انتقلنا إلى فصيل (فيصل) في الحزب، ولكن وَجدنا أنفسنا ثانيةً، أمام الظاهرات السلبية ذاتها ومن هنا، تولَّدت لدينا القناعة، تارةً أخرى، بعقم جهودنا وبتكسُّر آمالنا في الإصلاح فكان حالُنا هذا كَمَنْ يقفز في صندوق مُغلق.
لهذا وذلك كلِّهِ، آثرنا في النهاية التخلي عن بطاقاتنا الحزبية، التي كان لنا، ذات يوم ، شرف حَملِها، آثرنا اتخاذ هذا الموقف كي نعبر، على الأقل، عن احتجاجنا وعن قناعتنا بعُقم ممارسة مثل هذه الأساليب المزاجية في تطوير الحزب وازدهاره.
وعلى العموم، إننا نطرح هذه الممارسات التي عانينا منها لا من باب التشهير بهذا الفصيل أو ذاك وإنما من باب الوَقفة النقدية البنَّاءة مع الذات منطلقين في الأساس، من الغيرة الشديدة على وَحدة الحزب وعافيته ومستقبلهِ النضالي فقط.
أيها الرفاق في اللجنة الوطنية...
إننا نرى في مسعاكم لتحقيق أهدافكم، حركةً ضروريةً تأتي في أوانها لإ نقاذ الحزب مما هو فيه من انقسام وترهل وضعف وعزلة. ومن هنا، نُكبِرُ فيما تطرحون ما يلي:
1- النضال في سبيل وحدة الشيوعيين السوريين :
يقيناً، أنه ليس في كل وَحدة قوَّة، إنما تصبح كذلك فقط، حينما تقوم على أسس الحرية والديموقراطية. ولَطالما كنا حزباً شيوعياً ونأخذ بمبدأ المركزية - الديموقراطية في التنظيم، ينبغي أن لا يُسمح مستقبلاً، باستطالة المركزية على حساب الديمقراطية في شتى مجلات النشاط الحزبي، ينبغي أن يُفهم هذا المبدأ في التنظيم كمقولتين متلازمتين تحكمهما علاقة جدلية مثمرة، ينبغي أن يدرك الجميع هذا المبدأ مفهوماً عصرياً يعمل على تطوير الحزب لا مفهوماً يستذرع به الإنسان الشرقي المحب للسيطرة والتسلط. إذن، علينا أن نمارسه بجناحيْهِ معاً (المركزية - الديموقراطية) وليس بجناح واحد وإلاَّ لَكَمْ يبدو الحزب الشيوعي في نظر الجماهير خدَّاعاً أومخادعاً حينما يَعِدُ الشعبَ بالديمقراطية وهو يفتقد إلى ممارستها في داخله!! وطبيعي إن فاقد الشيء لا يُعطيه.
ونحن الشيوعيين في مدينة جير ود نعتقد بأن سبب تمزق الحزب الشيوعي السوري يعود في الأساس، إلى عدم قدرة القيادات فيه على التعامل مع المتغيرات العالمية وروح العصر الجديد، وإلى عدم إدراكها أهمية تنامي وَعي الجماهير للديموقراطية ودورها الأساسي والكبير في معالجة أمراضها ومن أجل تقدمها بشكل عام.
2- دعوتكم للحفاظ على وَجه الحزب المستقل:
حقاً إن تاريخ حزبنا لَمجيد، مجيدٌ بتضحيات الرفاق وبدماء شهدائه، مجيد بمواقفهِ المبدئية والصلبة في شتى ميادين النضال الوطني والطبقي والاجتماعي والسياسي والفكري، إنه تاريخ جديرٌ بالوَفاء، وإذا ماأردنا تحقيق ذلك فعلينا متابعة المسيرة على خُطا رواد الحزب الأوائل، أولئك الرفاق الذين نذروا أنفسم للعطاء وللعطاء فقط، وبذلك فقط كتبوا اسم الحزب ورسموا هويته وكذلك أيضاً فقط، يمكننا أن نبقى مخلصين لاسم الحزب وهويته.
3- دعوتكم إلى ضرورة عودة الحزب إلى القواعد والجماهير:
لِنكُنْ جميعاً على يقين بأن كل حزب يُطَلِّقٌ مَهامَّهُ النضالية وقواعدََهُ وجماهيرَه يَقع، بالحتم، في عزلة قاتلة. وكيف لا!! إن الجماهير كانت وما زالت هي النبع الثَرُّ للحزب الجماهيري، وبفَقدِها يُمسي، لا محالة، حزباً مَخصياً أو شيخاً مُقطَّع الأوصال ينتظر نهايته المتمثلة، كما نرى، بالتمزُّق ثم بالتحلُّل والاندثار.
4- انتفاضكم على نهج الفردية والديكتاتورية والاستبداد في حياة الحزب التنظيمية :
إن ممارسة النهج الفردي والاستبداد في مجال العلاقات الداخلية في الحزب كانت في الواقع، السببَ الرئيس في تطفيش أو تهميش أواستبعاد الرفاق الأكفاء عن صفوف الحزب. والأنكى، عندما لا تتوانى القيادة (فوق) في خلق الأكاذيب وتوجيه التُّهَم الجاهزة والنقالة لكل رفيق ليس على (الكيف) !!، ذلك لغرض الإساءة إلى سمعة هذا الرفيق أو ذاك وبالتالي ، لغرض (تبرير) ممارستها التعسفية والتنكيلية المستخدمة.
5 - موقفكم المبدئي..
موقفكم المبدئي في دعم المقاومة للهيمنة الأمبريالية الأمريكية والمخططات الصهيونية على شعوب منطقتنا العربية وشعوب منطقة الشرق الأوسط كافة. وكذلك في تشبثكم بالنضال من أجل حماية استقلال الوطن وحريته وتأمين لقمة العيش النظيفة للشعب.
وأخيراً، إننا نهيب، بقيادات الفصائل الشيوعية المتناحرة في سورية، ومن منطلق الشعور بالمسؤولية الحزبية والوطنية، نهيب بها أن تتجاوز ذاتها وأن تعمل معاً وبإخلاص لتوحيد الحزب بهويتهِ الساطعة وبوجههِ المستقل، والعمل بكل جدية للعودة سريعاً إلى قواعد الحزب.
ولْنتَّعِظْ جميعاً، ومع بساطة المثَل، بمصير طائرة الأطفال الوَرقيَّة التي تفقد ذيلها الذي يعمل على تحليقها وعلى توازنها في الجو، حيث تتأرجح وتتأرجح من جرَّاء ذلك ثم لا تلبثُ أن تهوي إلى الأرض لِتتحطم بكل أسف.
جيرود في / 30/ 1/ 2003
■ وَقَّع على هذه الرسالة ( 43 ) رفيقاً