(روسيا فوبيا)!
يلاحظ المتابع للإعلام الغربي، حالة التهويل المستمر بالخطر الروسي، حيث تستمر على قدم وساق محاولات شيطنة الروس طرداً مع تقدم الروسي في ميزان القوى الدولي..
فاتحة الهجوم رسمياً على روسيا، كان لسان الرئيس الامريكي باراك أوباما عندما عدد المخاطر التي تهدد الأمن القومي الأمريكي، وعلى ما يبدو كانت هذه التصريحات إشارة البدء في إطلاق حملة دعائية واسعة النطاق ضد الاتحاد الروسي، من خلال تعقب المواقف الروسية في الملفات المختلفة في المرحلة الراهنة، ومروراً بالتذكير بالماضي القريب« حرب الشيشان» وصولاً إلى الحقبة السوفيتية، التي يحن إليها الزعيم الروسي «فلاديمير بوتين» كما ردد مؤخراً العديد من الدبلوماسيين الغربيين.
يقدم الإعلام الغربي روسيا للرأي العام الأوربي، ، على أنها تحمل تهديداً نووياً للحضارة الغربية، وإلى الشعوب الإسلامية، على أنها «حاضنة اليهود» التاريخية، وقاتلة المسلمين في الشيشان، وأفغانستان، وسورية، وهذه الأخيرة تجري بمعيّة «عضاريط» الإعلام النفطي العربي كالعادة، كل ذلك ضمن حملة يمكن للمرء وببساطة أن يستنتج، أنها متكاملة ومنسقة، ومنظمة، وتهدف إلى تحقيق بنك أهداف:
الحد من التأثير والنفوذ الروسي المتعاظمين على النطاق العالمي، وقدرته على فرض نظام التعددية القطبية، رداً على محاولات الاستفراد الأمريكي بالقرار العالمي، عبر تشكيل التحالفات الدولية، والمؤسسات المنافسة لأدوات الهيمنة الاقتصادية الأمريكية.
تعميق التناقضات الروسية –الأوربية، ومنع تشكل القطب الأوراسي، الذي سينهي في حال تحققه وإلى الأبد محاولات تحكم المركز الرأسمالي الغربي بالقرار الدولي منذ قرون.
تبرير السلوك العدواني لقوى الحرب في مراكز القرار في الدول الغربية عامة، والأمريكي منها على وجه الخصوص، وهي المحكومة بالحرب في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية البنيوية العصية عن الحل، وحالة التخبط ضمن المنظومة الرأسمالية الغربية عامة، وضمن كل بلد من بلدانها،« الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوربي، عدم توقيع اتفاقية الشراكة عبر الاطلسي، ...»
التغطية على الدعم المفضوح والمكشوف، والتواطؤ مع قوى الفاشية الجديدة، في سورية والعراق، وأوكرانيا... من قبل القوى الحاكمة في دول الرأسمالية الغربية.
التشويش على الخيارات الروسية في الحلول السياسية، وسعيها الحثيث لإطفاء بؤر التوتر المختلفة.
تفجير الوضع الداخلي في روسيا، استناداً إلى تركيبتها السكانية التعددية، حيث التنوع الديني، والقومي.
محاولة إنهاك روسيا، عبر جرّها إلى سباق التسلح، أو من خلال حرب النفط، أو ما يسمى العقوبات الاقتصادية.
إن هذه الهستيريا الإعلامية، ضد روسيا ودورها، ووزنها المتزايد على الساحة الدولية، تشكل دليلاً إضافياً على الانحطاط السياسي والأخلاقي للنموذج الرأسمالي الغربي، وعدم قبوله بأي نوع من الشراكة، والندية في العلاقات الدولية، وتؤكد في الوقت نفسه، حجم الخطر الذي يتلمسه المركز الرأسمالي الأمريكي على نفوذه، وسطوته، وبالتالي هي دليل آخر على المأزق التاريخي الذي تمر به.