«الانهيار المالي يفسّر الحرب»
على خلفية تحليل ليندون لاروش، يعتبر الجنرال الروسي ليونيد إيفاشوف أنّ تصميم حكومة بوش على شنّ ضربة نووية ضد إيران يعلله الانهيار المالي الحتمي للنظام الاقتصادي العالمي. الجنرال إيفاشوف هو نائب رئيس الأكاديمية الروسية للشؤون الجيوسياسية، وقد حذّر مرات عديدة من خطط واشنطن التي تستهدف إيران، والتي ربما تنفّذ بمساعدة إسرائيل.
في مقالة له في صحيفة مؤسسة إيفاشوف للثقافة الاستراتيجية وأعادت نشرها النشرة الإلكترونية غلوبال ريسيرتش، كتب ما يلي: «ما هو السبب الحقيقي وراء تصعيد الولايات المتحدة لهذا النزاع العسكري؟ لا يمكن لنشاطات ذات عواقب عالمية المدى أن تهدف إلا إلى معالجة مشكلة عالمية. هذه المشكلة ليست سريةً بأية حال- إنها تتضمن إمكانية حصول انهيار في النظام المالي العالمي المبني على الدولار الأمريكي. حالياً، تتجاوز الكتلة النقدية الأمريكية القيمة الكلية لكافة الموجودات الأمريكية بعشرة أضعاف. لقد رهن كل ما هو موجود في الولايات المتحدة- صناعات، مباني، تقنيات متطورة، الخ- أكثر من عشرة أضعاف في كافة أرجاء العالم. ليس بالإمكان تسديد دين بهذا الحجم إطلاقاً، ولا يمكن إلا تأجيله.
تمثّل المبالغ المودعة بالدولار في الحسابات الشخصية والمنظمات والخزائن العامة واقعاً افتراضياً. هذه المدخولات لا تستند إلى منتجات أو إلى أشياء قيّمة أو إلى أيّ شيء موجود في الواقع.»
إذا ألغيت هذه الاستدانة الأمريكية ببساطة، يكتب إيفاشوف، «ستكون تلك نهاية القاعدة الراسخة للعجل الذهبي. إنّ أهمية الأحداث القادمة هي حقاً مثيرة. لذا، يتجاهل المعتدي العواقب الكونية الوخيمة لعدوانه. يحتاج «المصرفيون العالميون» المفلسون إلى حدث قاهر ذي أبعاد عالمية ليخرجوا من الأزمة.
«الحل مدروسٌ منذ الآن. ليس لدى الولايات المتحدة ما تقدمه للعالم لإنقاذ دولارها الآيل للانهيار سوى عمليات عسكرية مثلما حدث في يوغوسلافيا وأفغانستان والعراق. وحتى هذه النزاعات المحلية لا تؤدي إلا إلى آثار قصيرة الأمد. هنالك حاجةٌ لشيء أكثر أهميةً بكثير، وهذه الحاجة ملحّة.» ثمّ يرسم الجنرال إيفاشوف سيناريو كابوسياً للنزاع بين الولايات المتحدة وإيران، سوف يؤدي إلى حرب أديان غير متناظرة ستفوق الحرب العالمية الثانية في آثارها الكارثية.