عبدي يوسف عابد عبدي يوسف عابد

رفاق في الذاكرة

رفاق شيوعيون كثيرون، وفي عهود مختلفة ناضلوا في صفوف الحزب قدموا طاقاتهم بإنكار ذات، وضحوا بأوقاتهم وصحتهم وأموالهم، في سبيل تحقيق أهدافه السامية لخدمة الشعب والوطن.. كثيرون اعتقلوا وسجنوا وتعرضوا للتعذيب الوحشي حتى تمزقت سياط الجلادين على جراحاتهم وصمودهم. منهم من استشهد، ومنهم من تقدمت به السن أو أوى إلى بيته استنكارا لمواقف لا مبدئية، ومنهم من رحل، كجنود مجهولين مغمورين.

من أجل إعادة بعض حقوق هؤلاء، علينا أن نفتش في خبايا الذاكرة ونتذكر بعض نضالاتهم وتضحياتهم ومواقفهم وتجاربهم المتميزة، ونذكر الرفاق الجدد بها للاستفادة منها أينما كانت مواقعهم، وفي ذلك تقدير لكل من أسهم في وضع لبنة في بناء هذا الحزب الذي كان ذات يوم صرحاً شامخاً، قبل أن تمتد إليه آفة الانقسامات المخربة.

مثالاً على ذلك، أذكر أن من أبرز أساليب دخول منظمة الجزيرة إلى قرى جديدة كان سؤال الرفاق عمن له أقارب أو معارف ليكلفوا بزيارتهم، أو باختيار أشخاص منهم كعرابين لأولادهم عند الختان، أو حتى الزواج منهم. إلا إن الرفيق حكمت جال القرى «حلكو» و«طرطب» و«ذبانه» و«أبو ذويل»، كمصلح بوابير كاز في أواخر أربعينات القرن الماضي، وأسس فرقاً حزبية فيها، خاضت معارك طبقية ضد ظلم بقايا الإقطاع وحققت انتصارات للفلاحين.

منذ عشرات السنين انتقل الرفيق حكمت إلى حلب، وهو الذي كان معروفاً بأبو عصا غليظة (كلينك) التي أرعبت الدرك أثناء المظاهرات في القامشلي. فله ولذكراه تحية إكبار وإجلال سواء كان حيا أو راحلاً.

نموذج آخر هو ملا أمين، الإنسان الضرير المحترم من قرية تل عربيد جنوب غرب القامشلي، كان يتجول في قرى كثيرة مثل «خربة كولي» و«جيلكي» وغيرها.. يحدث الفلاحين عن ظلم الإقطاعيين، وعن الحياة في الاتحاد السوفيتي، وعن الاشتراكية التي ستوزع الأرض على الفلاحين... وفعلاً أسس منظمات للحزب في كثير من هذه القرى.. تحية عطرة لذكراه الحية في نفوس قدامى الشيوعيين، علها تنتقل إلى الشيوعيين الجدد.

■■

آخر تعديل على الثلاثاء, 22 تشرين2/نوفمبر 2016 17:46