في الطريق إلى مخيم «النيرب»..
السرعات الجنونية، والمشاجرات المستمرة على الطريق بين السائقين، أصبحت عنوان يوميات سرافيس حي النيرب في مدينة حلب، وما يزيد حالة الرعب هو تهور واستهتار بعض السائقين وتسابقهم على الطريق الضيق المؤدي إلى المخيم.
يبدأ السباق من أول الطريق، ويتناسى المتسابقون من بداخل سياراتهم، ولا يحق للراكب الاعتراض على أي شيء، فالمعترض ربما يعرض نفسه لإهانات السائقين، وفي أحسن الأحوال سيواجه بالجملة الشهيرة: «اللي مش عاجبه، ينزل»!.. وقد شهد طريق حي النيرب يوم الأربعاء 4/6/2008 حادث اصطدام مروع، ونجا الركاب من موت محتوم، وأصيب ثمانية مواطنين إصابات مختلفة، بعضها خطرة، وتم إسعافهم إلى مشفى الرازي بحلب.
وتعرضت السيارتان اللتان تصادمتا لخسائر كبيرة، والسبب كالعادة «المطاحشة» والسرعة الخيالية والتهور، وتصميم سائق السرفيس على تجاوز سيارة خاصة عند المنعطف المخفي والخطر، علماً أن الشارع ذهاب وإياب، ولا يتجاوز عرضه خمسة أمتار..
إن من ينظر إلى شوارعنا يرى تلك الأعداد الهائلة من السيارات القديمة والحديثة التي تغص بها الشوارع والأزقة، وهي لا تتناسب مع الشوارع القليلة والضيقة المخصصة لأعداد أقل من الموجود بكثير، وقد أصبحت تشكل عبئاً على رجال المرور، خاصة تلك السيارات التي يقودها أشخاص لم يبلغوا سن الرشد، أو تلك التي يقودها أشخاص غير مؤهلين، ومنهم من لا يحمل إجازة سوق.
والسؤال المطروح: أمازالت القيادة «فن وذوق وأخلاق»، وأين قانون السير الجديد من كل ذلك؟؟
■ أحمد فاروق مرضعة - حلب