غداة عدوان البوكمال .. واشنطن تبدأ «حرب الملفات»..

في توقيت لافت للغاية، وبالتوازي مع تشكل معالم رأي عام دولي بالإجماع تقريباً يدين، ولو لفظاً، الغارة الإجرامية الأمريكية على البوكمال في سورية،  خرجت مصادر دبلوماسية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اشترطت عدم نشر اسمها(!)، لتقول لوكالة اسوشيتد برس إن الوكالة الذرية توصلت لـ«مبررات» لمواصلة التحري عن حقيقة الموقع السوري الذي قصفته طائرات إسرائيلية في دير الزور قبل نحو سنة بذريعة «الاشتباه بأنه مفاعل نووي سري تم تشييده بمساعدة كوريا الديمقراطية».

وأوضحت «أسوشيتد برس» أن الوكالة أنجزت تقييم عينات الهواء والتربة التي أخذتها من الموقع وتوصلت إلى ضرورة المضي قدما في التحقيق، علماً بأن السفير السوري لدى الوكالة الدولية أكد أنه لا يعلم شيئاً عما إذا كان هذا التقييم قد أنجز فعلاً أم لا، مشيراً إلى أن سورية تنتظر النتائج النهائية لفحص العينات البيئية قبل البت بالسماح لمفتشي الوكالة بزيارة الموقع المستهدف مرة أخرى.

وبينما كان الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أكد في أيلول الماضي بأن النتائج الأولية للعينات البيئية لم تجد حتى الآن أي مؤشر على وجود مواد نووية من أي نوع في الموقع السوري، فقد بات من الواضح أن واشنطن ستعمل على «فتح كل الملفات» في صراعها مع سورية وكل شعوب المنطقة، بما في ذلك العمل العدواني ذاته على البوكمال والذي يبتغي فيما يبتغيه محاولة الضغط على الشعب العراقي وتطويعه، عبر الاستعانة بحكومته العميلة ذاتها، للقبول بما يسمى «اتفاقية وضع القوات – سوفا» من خلال الآلة الإعلامية الأمريكية الضخمة التي ستطبل، كمن «كذب الكذبة وصدقها»  لـ«النجاح الأمريكي» في «تصفية أحد مهربي عناصر القاعدة للعراق»، ولتخرج حكومة المالكي في سياق منطق قلب المفاهيم والحقائق حول هوية الأعداء والأصدقاء الفعليين لتقول للشارع العراقي الرافض للاتفاقية المذكورة: «انظروا كيف يمكننا لوحدنا مواجهة التهديد السوري بدون الغطاء العسكري الأمريكي وفضائل الاتفاقيات الأمنية معه؟»!!