بلاغ..

بحثت رئاسة مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين في اجتماعها الدوري آخر المستجدات السياسية، والتحضيرات النهائية للاجتماع الوطني الثامن، وآخر ما توصل إليه الحوار حول وحدة الشيوعيين السوريين مع الرفاق في الحزب الشيوعي السوري ـ فصيل النور.

فيما يتعلق بالمستجدات السياسية، توقف الاجتماع عند تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية غير المسبوقة للرأسمالية، والتي تهز أركان النظام الرأسمالي العالمي المتوحش من جذوره، وانعكاس كل ذلك على بلدان العالم بما فيها بلدان منطقتنا التي يجري استهدافها، وتستمر محاولات السيطرة عليها اقتصادياً وعسكرياً، وتسعير الصراعات العرقية والمذهبية فيها وصولاً إلى تفتيتها وإخضاعها للهيمنة الإمبريالية ـ الصهيونية.

كما بحث الاجتماع الوضع الإقليمي، فحذّر من محاولات النظام الرسمي العربي ـ تحت يافطة المصالحات العربية ـ احتواء المقاومات العربية في لبنان وفلسطين والعراق ودول الممانعة في المنطقة تنفيذاً لخطة الإدارة الأمريكية الجديدة، التي تهدف أساساً إلى حماية أمن الكيان الصهيوني وترميم نظرية الردع الإسرائيلية بعد هزيمتي تموز وغزة، وتكريس الاحتلال الصهيوني للأرض العربية، وإعطاء دور أكبر لدول الاعتلال العربي في تنفيذ هذا المخطط الخطير.

وإذ أيد الاجتماع الموقف السوري في قمة الدوحة لجهة «أن السلام لن يتحقق مع عدو لا يؤمن بالسلام دون أن يفرض عليه بالمقاومة... ودعمها هو واجب وطني وقومي وأخلاقي وهو خيارنا الوحيد في غياب الخيارات الأخرى...»، فقد أكّد أن تجارب شعوب المنطقة مع التحالف الإمبريالي ـ الصهيوني وتبعية الرجعية العربية المطلقة لهذا التحالف تجعلنا أكثر تمسكاً بخيار المقاومة الشاملة كخيار استراتيجي وحيد لتحرير الأرض كاملة واستعادة الحقوق الوطنية للشعب العربي الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

توقف الاجتماع عند الوضع الداخلي وخطورة استمرار السياسات الليبرالية للفريق الاقتصادي وعدم التقدير الصحيح لخطورة انعكاس تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية الرأسمالية على اقتصادنا الوطني وعلى المجتمع بالدرجة الأولى، فبدلاً من اتخاذ إجراءات حمائية لمواجهة الانعكاسات التي بدأت تظهر تداعياتها على اقتصادنا، نلاحظ استمرار السياسات الاقتصادية السابقة في كل الاتجاهات، بدءاً من محاولات تعديل قانوني العمل والتأمينات الاجتماعية، وصولاً إلى محاولات المساس بسعر صرف الليرة السورية.

اطلع الاجتماع على آخر التحضيرات للاجتماع الوطني الثامن، وأبدى ارتياحه لإنجاز انتخابات الدوائر ولجان المحافظات، كما أقر الاتجاهات العامة للتقارير والوثائق التي ستقدم للاجتماع الوطني الثامن لوحدة الشيوعيين السوريين.

ناقش الاجتماع آخر ما توصل إليه الحوار حول وحدة الشيوعيين السوريين مع الرفاق في فصيل النور، وتوقف عند عدم وصول هذا الحوار إلى أية نتائج نهائية ملموسة حتى الآن بسبب عدم إنجاز جميع اللجان لنقاش أوراق العمل. وقد أبدى الاجتماع قلقه لبطء سير الحوار، وطالب بالإسراع في إنجازه قبل انعقاد الاجتماع الوطني الثامن، وتعميم المتفق والمختلف عليه حسب ما جاء في ورقة العمل المشتركة التي أقرها الطرفان في حينه.

دمشق في 28/3/2009

■ رئاسة مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين