فائق اليوسف فائق اليوسف

في عيد العمال العالمي تحية للعمال.. وللعاطلين عن العمل

 لعل خير تعريف مختصر للكادحين هو أنهم: وقود الحضارة الإنسانية، وأساس ازدهار ومعيار تقدم المجتمعات

 وهم الطبقة المظلومة التي تسعى وتنتج ليل نهار، ويتوقف عليها في كل زمان ومكان مدى أي تطور أو  تغيير، هذه الطبقة العاملة، التي تصارع  من أجل تأمين لقمة العيش، هي الترجمان لأية فكرة أو نظرية تتحول إلى واقع.. فأية نقلة في التطور البشري، لم تجر بالعمق، إلا بسواعد وعلى أكتاف الكادحين،  الذين ما قالوا مرة: «كفى للظلم والذل» إلا واستطاعوا الحصول على مرادهم..

أولم يكن إطلاق هذه عبارة في إطار الاحتجاجات على عدد ساعات العمل التي انطلقت في شيكاغو في الأول من أيار عام 1892، وتوقف العمال حينها عن العمل، منعطفاً هاماً في تاريخ النضال ضد الاستغلال، حيث أصبح  ذلك اليوم، فيما بعد، يوماً للعمال العالمي؟؟

لقد سقط بعد ذلك التاريخ الآلاف من الطبقة العاملة على طريق الحرية والعدالة الاجتماعية، وتم تحقيق بعض الإنجازات والانتصارات، ولكن النكسات التي تلت ذلك، جعلت واقع العمل اليوم لا يختلف كثيراً عن الماضي، خصوصاً مع تعاظم الاستغلال الرأسمالي، الذي كثيراً ما يتم بمباركة أطراف من الحكومات المحلية المتحالفة مع المراكز الإمبريالية..

فاليوم، تقوم الحكومات الرأسمالية، بغض النظر عن الشعارات التي تختبئ خلفها، بالتعامل مع الطبقة العاملة بصورة همجية، حيث يقذف بالعمال خارجاً ما أن يستغني عنهم أرباب عملهم الأشبه بالديدان الشريطية التي تتغذى من أحشاء الإنسان، وتمنع تطوره ونموه، ويرافق ذلك زيادة جنونية في الأسعار تمنع العامل حتى من تأمين ما يلزمه لتجديد قوة عمله أو المحافظة عليها، وهذا بحد ذاته ينذر بكارثة إنسانية كبيرة..

يمرّ هذا اليوم، دون أن تدرك بعض الحكومات أن هناك نسبة كبيرة من العمال عاطلة عن العمل، تتخاطفها شوارع وساحات المدن، وتعجز عن تأمين لقمة عيش كريمة لها ولأسرها..

فيما مضى كان تقدم الحضارات يقاس بمقدار تقلص نسبة العمالة مقابل ازدياد فرص العمل، لكن في ظل تبدل المفاهيم، كيف يمكن توصيف العلاقة بينهما اليوم، ونحن أمام هذه الأعداد الهائلة من العاطلين عن العمل، وانعدام فرص العمل؟!.

ثمة عمال لا ينالون أبسط حقوقهم، ورغم ذلك يضطرون للاستمرار في أعمالهم، التي يمكن أن تكون الشاقة، لقاء أجور زهيدة، مخجلة..

تحية للطبقة العاملة العاطلة عن العمل، وتسعى ليل نهار لإيجاد فرصة عمل كريمة تصونها وأسرها من السؤال.

تحية للعمال، الذين لم يتمكنوا من قضاء يومهم العالمي مع أسرهم.

تحية للعمال وللعاطلين عن العمل الذين تضيق بهم سبل المعيشة للاحتفال بهذا اليوم..

تحية للعمال الذين حالفهم الحظ، وخرجوا تحت ضغوط  الأهل، إلى أحضان الطبيعة ليحصلوا على قسط من الأوكسجين..

آخر تعديل على الأربعاء, 27 تموز/يوليو 2016 23:19