ما هذا التزامن؟ وما أبرز معانيه؟
سبق الهجوم الغادر الذي شنه الصهاينة على أسطول الحرية بساعتين، هجوم بالقذائف الصاروخية على قاعدة للقوات البحرية التركية في مدينة اسكندرونة سقط خلاله ثلاثة عشر جندياً تركياً بين قتيل وجريح..
هذا التزامن الذي أشار إليه أردوغان في خطابه الطويل في البرلمان التركي بطريقة غير مباشرة، قد يُفهم بالمعنى العسكري بأنه تشتيت لانتباه القيادة العسكرية التركية المتابعة لشؤون أسطول الحرية، بضربها في موقع قلما كان مستهدفاً على هذا النحو من قبل، وبالتالي فإنه من غير المستبعد أن يكون للموساد دور في إعداده والإشراف على تنفيذه في توقيت محدد، قد يعني بالمعنى السياسي ما هو أبعد وأخطر من ذلك بكثير، فإذا أخذنا بعين الاعتبار ضرب مدينة اسكندرونة بالذات بكل رمزية ذلك، ومجيئه بعد الانعطافة التركية نحو جيرانها، وتزعزع تحالفها مع «إسرائيل» على المستويات كافة، ومناصرة السياسات التركية الجديدة للفلسطينيين وللقضايا العربية عموماً، فلا شك أنه يحمل في طياته الكثير من الرسائل الإسرائيلية لتركية، لعل أهمها التلويح بإمكانية تصعيد الضغط على استقرارها الأمني متى تشاء، والتهديد بخلق مناخات غير مؤاتية لحكومة أردوغان في الجيش والمجتمع، والإيحاء للشعب التركي وللحكومة التركية بأن هذا ما سيصيب من سيتخلى عن التحالف مع «إسرائيل»، ويتحالف مع العرب الذين يرعون «الإرهاب» فينطلق من أراضيهم!!