الكيان قلق على صحة «ذخره الاستراتيجي»..
أعربت مصادر «عليا» في الكيان الصهيوني عن قلق عميق يساورها على خلفية تقارير استخباراتية بلغتها تفيد بتدهور صحة الرئيس المصري حسني مبارك، حسب «الجزيرة نت».
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن هذه المصادر قولها إن «إسرائيل» قلقة جداً بعد تلقيها معلومات عن الحالة الصحية «السيئة من يوم إلى يوم» للرئيس مبارك من جراء إصابته بالسرطان، حسب قولها.
ويشير مصدر مصري رفيع مقرب من مبارك إلى أنه أرجأ لقاءً مع نتنياهو ريثما تنتهي قضية سفينة الأمل الليبية المتوجهة نحو غزة، ويتابع «من غير المعقول أن يلتقي مبارك نتنياهو فور تصادم القوات الإسرائيلية مع السفينة الليبية»، في حين تضيف الصحيفة أن مبارك أرجأ أيضاً لقاءً كان مقرراً مع محمود عباس، في وقت تشغل فيه التقارير عن تدهور صحته أجهزة الاستخبارات في العالم.
وأفادت صحيفة هآرتس مؤخراً أن صحة مبارك الذي يعتبر في الغرب محوراً هاماً لاستقرار المنطقة، تحولت مؤخراً لواحدة من القضايا الحساسة جداً بالنسبة للدول المجاورة لمصر وللدول العظمى الغربية.
ويعزو الباحث في تاريخ الشرق الأوسط البروفيسور حجاي إيرليخ الاهتمام البالغ المعلن والخفي من جانب «إسرائيل» بمستقبل مصر بعد مرحلة مبارك لشبكة المصالح الإستراتيجية المشتركة بينهما وعلى رأسها الموقف المضاد لما وصفه بالإسلام السياسي كما بإيران، وحركة حماس وحزب الله.
وقال إيرليخ- المحاضر في جامعة تل أبيب إن مصر لا تتمتع بخيارات كثيرة، «وإن تغيير سياسات النظام الحاكم من شأنه تعريض اقتصادها للانهيار، والمصلحة المصرية تقتضي المحافظة على علاقاتها المتينة مع الولايات المتحدة وحليفاتها».
ويضيف أن مبارك حذر وينتهج سياسة خارجية أكثر «توازناً»، فهو لم يزر «إسرائيل» من جهة، لكنه يواظب على السلام معها، وهذا يفسر حالة الترقب والقلق غير الصريح في «إسرائيل» حيال الحالة الصحية للرئيس المصري.
وتوضح الصحفية سمدار بيري التي تغطي الشؤون المصرية منذ ثلاثة عقود في صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «إسرائيل» معنية بأن يصمد الرئيس حسني مبارك أكبر مدة ممكنة في رئاسة الجمهورية لأنها اعتادت عليه وتعي مواقفه بصفته رئيس أكبر دولة عربية ومجاورة.
وتتابع: «لذا فإن كل تغيير في مصر يثير قلقاً كبيراً في إسرائيل نظراً للمصالح المشتركة الكثيرة».
وردا على سؤال الجزيرة نت، توضح بيري أن مبارك يتميز بنظرته للسلام وسعيه لحمايته، ولذا ترى به إسرائيل «ذخراً إستراتيجياً»، إذ أنه «بعد ثلاثة عقود من الحكم تبلور وتعزز مفهوم مبارك للسلام»!!!