زيارة مهمة للجبهة الشعبية للتغيير والتحرير إلى تركيا ..وحدة وتضامن قوى اليسار التركي والسوري ضد التدخل الخارجي
من أجل زيادة حجم التضامن بين الشعبين السوري والتركي، ولتبادل وجهات النظر بين القوى السياسية اليسارية في البلدين، ومستقبل العلاقات التركية السورية، واحتمالات التدخل الخارجي ضد سورية وأثرها الخطير على المنطقة، وللوقوف على ماهية الدور التركي في الأحداث الجارية في سورية.. زار وفد من الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير تركيا للقاء بممثلين عن الأحزاب اليسارية والماركسية المعارضة ووسائل الإعلام، وضم الوفد د. علي حيدر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، ود. قدري جميل أمين اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، ود. ميخائيل عوض الباحث في الشؤون الإستراتيجية، ود. شرف أباظة الباحث في الشؤون التركية، وكادراً إعلامياً مرافقاً للوفد.
ومن خلال اللقاءات التي أجرتها الجبهة مع أكثر من أحد عشر حزباً تركياً أكد الجميع أن سورية تتعرض لتهديدات ومستهدفة من الامبريالية الأمريكية والصهيونية باعتبارها مركز الثقل في المنطقة، والممانعة للمشاريع الأمريكية في المنطقة.
وأكدت الحوارات والنقاشات أن الامبريالية الأمريكية تعمل على تفتيت المنطقة على أسس أثنية ودينية وعلى التحريض وبث العداء بين دولها، حيث تقوم بذلك بالاعتماد على التضليل الإعلامي والأخبار الكاذبة التي تبثها وسائل الإعلام الممولة غربياً، وخاصة تلك التي تتعلق بالأحداث التي تجري في سورية، والتي تضر بالحراك الشعبي السلمي الذي يقوده الشعب السوري أكثر مما يفيده.
وأشارت الأحزاب التركية في حديثها أن السياسات التي تنتهجها حكومة أردوغان لا تخدم إلا المصالح الغربية في المنطقة، وأن أردوغان أصبح قفازاً بيد الأمريكان، ومن هنا فإن ما تقوم به الحكومة التركية مرفوض جملة وتفصيلا من اليسار التركي، وهي على يقين أن مؤامرات الامبريالية والصهيونية ستسقط بوحدة شعوب الشرق العظيم في المنطقة تركاً وعرباً وأكراداً وفرساً، وبقية الأقليات الموجودة في هذه البلدان.
وأكدت القوى اليسارية التركية والجبهة الشعبية للتغيير والتحرير في ختام لقاءاتها رفضها التام لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية السورية مهما كان نوعه ورفض العدوان عليها، وأن على الدول الغربية احترام السيادة الوطنية لدول المنطقة واستقلالها، وأن التغيير الديمقراطي يجب أن يكون على يد الشعوب المطالبة بحقوقها المشروعة والمحقة. كما أكدت الأحزاب المجتمعة على الاستمرار في اللقاءات وتكثيف الجهود لتعزيز وتقوية التضامن بين الشعبين السوري والتركي ضد جميع التهديدات الخارجية والأخطار التي تهدد دول وشعوب المنطقة.
هذا وكانت الجبهة قد افتتحت لقاءاتها صباح يوم الخميس في 22/9/2011، مع الحزب الاشتراكي للمضطهدين الذي تأسس منذ السبعينيات من خلال جبهة واحدة مع الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني، وهو حزب يعمل على جبهتي النضال السياسي والمسلح، ومن ثم اللقاء مع حزب الحرية والتضامن الذي تأسس عام 1996، واللقاء الثالث كان مع منظمة منبر الحرية الاجتماعية، الذي يعمل من أجل تأسيس وتوحيد حزب جديد مع الأطراف الأخرى، ثم لقاء مع حزب الحركة الشعبية الذي يعود تأسيسه لعام 1970، وهو الحزب المتمم لمنظمة جيش التحرير التركي كحركة ماركسية حقيقية بعد أن كانت منظمة سرية، وجاء اللقاء الخامس مع حزب بيت الشعب، الذي سمي بهذا الاسم نتيجة الضغوط الكبيرة على الماركسيين والشيوعيين، لديهم سبعون شعبة على مستوى تركيا، وهم يمتلكون قاعدة شعبية شبابية قوية، وسادس اللقاءات كان مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي يعود ماضيه إلى جبهة التحرير في تركيا، يعمل الحزب من أجل وحدة الشيوعيين في تركيا ليتحمل الحزب مسؤوليته التاريخية أمام الشعب.
في اليوم الثاني كان اللقاء في مكتب حزب السلام والديمقراطية كبرى الأحزاب المعارضة التركية بوسط اسطنبول، وهو من الأحزاب التي لها تمثيل قوي في البرلمان التركي. اللقاء الثامن كان مع الحزب الشيوعي التركي في مقر إقامة وفد الجبهة وهو من أقدم الأحزاب اليسارية المتواجدة في الساحة السياسية، ولقاء مع حزب الشعب الكادح، والحزب الاشتراكي، وحزب العمل، حيث يمثل هذه الأحزاب في البرلمان التركي ستة وثلاثون نائباً..
وبعد إجراء هذه اللقاءات جرى مؤتمر صحفي بحضور ممثلي هذه الأحزاب وحضور الوسائل الإعلامية المختلفة من صحف وفضائيات ووكالات الأنباء التركية والعربية.
كما صدر عن الأحزاب المجتمعة بعد المؤتمر الصحفي بلاغ عن ما يحدث في المنطقة وقع عليه عشرة أحزاب تركية، والجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، بالإضافة إلى الحزب الشيوعي التركي الذي تأخر بإرسال موافقته على البلاغ بعد صدوره.