دي ميستورا يلتقي وفد «التغيير والتحرير»
في إطار مشاوراته واتصالاته الموسعة التي يجريها في دمشق بعيد وصوله إليها قبل يومين بوصفه مبعوثاً دولياً جديداً إلى سورية، التقى السيد ستيفان دي ميستورا وأعضاء فريقة ظهر اليوم الجمعة 12/9/2014 بوفد قيادة جبهة التغيير والتحرير السورية المعارضة وذلك بدعوة منه في مقر إقامته بالعاصمة السورية.
وفد قيادة جبهة التغيير والتحرير الذي ضم كلاً من علاء عرفات ود.مازن مغربية، ود.يوسف سلمان، وفاتح جاموس، ود.عباس حبيب، قدم رؤيته وملاحظاته حول الأزمة السورية ومستجداتها، متمنياً للمبعوث الدولي وفريقه النجاح في الإسهام المخلص بإيجاد حل فعال، سلمي وشامل، للأزمة السورية التي تجاوزت ثلاثة أعوام ونصف تقريباً.
وأكد أعضاء الوفد أن جبهة التغيير والتحرير ترى أن الحل الأمثل للأزمة السورية لن يتم إلا عبر استكمال مسيرة جنيف عبر إطلاق جولة جديدة منه وترى أنه من الضروري كي لا يتعرض لفشل كالذي حصل لمؤتمر جنيف2 أن يأخذ بالاعتبار جملة من النقاط، أبرزها ضرورة الاستفادة من أخطاء جنيف2، والابتعاد عن التفسير أحادي الجانب لبيان جنيف1، والابتعاد عن أحادية تمثيل المعارضة واستحضار نموذج الحزب القائد لها، أي إعادة تشكيل وفد المعارضة السورية آخذين بعين الاعتبار تعددية هذه المعارضات والخريطة الجديدة لها، وضرورة دعوة المعارضة الداخلية التي تؤمن بالتغيير الجذري السلمي، وعلى رأسها جبهة التغيير والتحرير وهيئة التنسيق للتغيير الوطني الديمقراطي.
ومن بين النقاط أيضاً ضرورة حضور جميع الأطراف الدولية والإقليمية المؤثرة في الأزمة السورية، وأخذ المستجدات الجديدة الحاصلة على الأزمة بعين الاعتبار، أي زيادة تمدد وإجرام المنظمات الإرهابية (كتنظيمات داعش والنصرة وغيرهما من المجموعات التكفيرية الأخرى بما فيها غير المدرجة بعد على قوائم الإرهاب) وازدياد محاولة أطراف الصراع لقطع الطريق على الحل السياسي واستقواء كل طرف بحلفائه واعتمادهم فكرة الحسم العسكري بشكل رئيسي، وتشجيع بعض الأطراف الدولية والإقليمية علناً لفكرة التمويل والتسليح.
وأكد أعضاء الوفد أن هذه التطورات تفرض ضرورة تسريع عقد جولة أخرى من جنيف لوقف العنف والقتال وإيقاف التدمير الشامل للبلاد ومؤسسات الدولة، مشددين على أن أي جهد دولي حقيقي وجدي ينبغي أن يركز على ويسهل الوصول إلى: وقف العنف من جميع الأطراف، ووقف التدخل الخارجي بكافة أشكاله (التمويل ـ التسليح ـ إدخال المقاتلين وخاصة المجموعات الإرهابية التكفيرية)، وإطلاق العملية السياسية والوصول لحكومة وحدة وطنية تدير المرحلة الانتقالية وتستكمل بحوار وطني شامل يضم جميع السوريين.
وفيما قدموا ملاحظاتهم في مذكرة مكتوبة سلموها للمبعوث الدولي أشار أعضاء الوفد إلى أن جبهة التغيير والتحرير لا تثق بـ«الأمريكي» ونواياه المبيتة وأن المقاربة الأمريكية في تقديم استراتيجية خاصة بـ«مكافحة الإرهاب» دون العودة لمجلس الأمن ودون العودة للحكومة السورية سيؤدي إلى نتيجة عكسية للأهداف المعلنة وسيؤدي إلى زيادة تعقيد المشهد السوري والإقليمي والدولي وإبعاد سبل الحل السياسي، مؤكدين على أنه لن تقوم مكافحة جدية للإرهاب مالم تشمل كل الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بالوضع السوري ومالم تقترن بإيجاد سبل الحل السياسي الشامل للأزمة السورية.
بدوره أشار دي ميستورا إلى أنه وفريق عمله لن يألوا جهداً في إجراء كل الاتصالات محلياً وإقليمياً ودولياً الكفيلة بفتح ثغرة في جدار استعصاء الأزمة السورية وتجاهلها من القوى الدولية واللاعبين الإقليميين بحكم ظهور أزمات ومشاكل أخرى، وبحكم الخلافات الأمريكية- الروسية المتصاعدة.
ورأى دي ميستورا أنه ينبغي الاستفادة اليوم مما أسماه الزخم الدولي الناشئ حول الخطر الكبير الذي بات يمثله «داعش»، مؤكداً في الوقت ذاته على اتفاقه على ضرورة عدم تغييب كل القوى الإقليمية المعنية بالأزمة السورية عن أي جهد دولي يقوم لحلها.
وأضاف المبعوث الدولي أنه سينطلق بعد دمشق في جولة إقليمية ودولية تهدف إلى تمكينه من إيجاد الأطر الكفيلة بوضع حد للمأساة السورية ومعاناة الشعب السوري اللتين يلعب فيهما الزمن عنصراً ضاغطاً للغاية، أكثر من أي وقت مضى.