مزاج شعبي جديد

مزاج شعبي جديد

الأنباء الواردة من العديد من الأحياء والبلدات تكشف عن مزاج شعبي  بات يعبر عن نفسه بالموقف الرافض لظاهرة التسلح والمسلحين بالتوازي مع رفض القمع والعنف الذي مارسه النظام، والذي طال فئات جماهيرية واسعة عانت الأمرّين وباتت قلقة على مصير البلاد ومستقبلها، 

بمن فيهم أعداد كبيرة من المتظاهرين و نشطاء الحراك السلمي وخصوصاً بعد بروز ظاهرة المسلحين غير السوريين، ولاسيما في تلك المواقع التي تصرف فيها الجيش بحكمة وعقلانية الأمر الذي يؤكد حقيقة هامة طالما تم تجاهلها وهي أن الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا تميل إلى مخرج آمن للازمة يحافظ على استقرار البلاد ووحدتها،  ويحقق التغيير السلمي، وهي إذ عبرت عن مطالبها المشروعة  من خلال الاحتجاج السلمي فإنها واعية لمخاطر التسلح ونتائجه وتداعياته.

إن استثمار هذا المزاج الشعبي الرافض للتسلح لمصلحة المخرج الآمن يشكل فرصة يجب ألا تتم إضاعتها وخصوصاً باتجاه عزل المسلحين، الأمر الذي يتطلب الشروع بالحل السياسي والمصالحة الوطنية ببنودها المعروفة من إطلاق سراح معتقلي الرأي، ومحاسبة المسؤولين عن نزيف الدماء السورية، وتعويض المتضررين والحوار الوطني الجديّ، ودون ذلك من الممكن أن ينقلب هذا المزاج إلى مكان آخر يقود الأمور إلى مزيد من التعقيد ومزيد من سفك الدماء ومزيد من التهجير.

لقد آن آوان اعتراف الجميع بالواقع الموضوعي الناشىء في البلاد وهو أن العنف من كل مصادره وصل إلى طريق مسدود وأن الجميع خاسر باستمرار الوضع الحالي، إلا تلك القوى المعادية في الخارج التي تسعى لإنهاء سورية، أو دورها على الأقل، وحلفاءهم في الداخل.